الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حائرة بين شابين يريدان الزواج بي، فما معايير الاختيار؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاةٌ أبلغ من العمر 17 سنة، قبل أربعة أعوام تعرفت إلى شاب من جنسية مختلفة، واستمرت علاقتنا أربع سنوات، وبعدها قلت له: إني سأتركه؛ لأن حديثنا حرامٌ، ولا أريد أن أعصي الله، وبعد أن تركنا بعضنا عدت لمحادثة شاب آخر من نفس جنسيتي وأحببته، وبنفس الفترة عاد لي الشاب الأول، وطلب موافقتي للزواج منه مستقبلًا، وهو لا يريد محادثتي، يرغب بالزواج مستقبلًا، حتى يخطط لمستقبله معي، وأنا لا أعلم ماذا أفعل؟ أختاره؟ أم أختار الرجل الذي أتحدث معه الآن؟

علمًا بأن الشاب الذي يتحدث معي يتكلم بمواضيع غير جيدة، وأنا أدعو الله أن يهدينا، وأريد ترك الحديث معه.

سؤالي الآن: ماذا أفعل؟ هل أدعو الله أن يهديه، وأن يكون من نصيبي، أم أوافق على الزواج من الشاب الأول، وهو يحبني كثيرًا؟ وهل لو تركت الرجل الأول من الممكن أن يجمعني الله به مستقبلاً؛ لأنه خيرٌ لي، أي من الممكن أن يكون من نصيبي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فرح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يقيك شر كل ذي شر، وأن يصرف عنك السوء وفعل السوء، وقول السوء، وخاتمة السوء، إنه جواد كريم.

أختنا الكريمة: إننا نحمد الله إليك توبتك من معصيتك، ورجوعك إلى الله عز وجل، وخوفك من أن يغضب الله عليك فتهلكي، لكنك وعوضًا عن التوبة فتحت بابًا آخر للمعصية، وهذا منك عجيب! لأن العاقل إذا ستره الله لا يعرض نفسه للفضيحة.

أختنا الفاضلة: دعينا قبل أن نجيبك نؤكد على حقيقتين، نقول لك ذلك ونحن نعتقد أن فيك خيرًا، ونرجو أن يسلمك الخير الذي فيك إلى الحلال الذي لا شبهة فيه، ولا ندم معه.

الحقيقة الأولى: أن زوجك الذي قدره الله لك لن يكون لغيرك، وهو في علم الله من قبل أن يخلق الله السموات والأرض، لن يعجل بمجيئه تهورٌ أو معصيةٌ، ولن يؤخره عن موعده استقامة وصلاح، والمؤمن موقنٌ بأن أقدار الله هي الخير له؛ لأن الله يعلم ما لا نعلم؛ لذا هو مسلمٌ أمره لله عز وجل.

الحقيقة الثانية: أن الحلال المستقر لا يبنى على قواعد الحرام، وأن الزواج بعد التحدث المحرم قواعده فاسدة، وكم من بيوت هدمت بسبب تلك المحادثات المحرمة، وكم من عفيفة طاهرة غافلة، ضاعت بسبب ركضها خلف أوهام كاذبة وأمانٍ فاسدة.

لأجل ذلك نحن ننصحك بترك الاثنين معًا، وغلق باب الحديث مع أي أجنبي عنك، افعلي ذلك لله، واعلمي أن من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه، من أراد الزواج منك فالطريق معروفٌ، عليه أن يطرق باب والدك من غير أن يهتك سترًا، أو يرتكب معصية؛ فإن فعلت ذلك صنت كرامتك وحفظت نفسك، وأرضيت ربك، وهذه هي النجاة.

أما معايير الموافقة على أي خاطب، هما أو غيرهما، فيكون وفق الدين والخلق، ثم بعد ذلك ما يرغبها فيه من منظر حسن، أو أسلوب، أو غنى، أو وظيفة، المهم أن يكون المعيار الأول واضح الدلالة، فالمرأة الصالحة التي تريد البيت المستقر هي من تبحث عن الرجل الديّن صاحب الأخلاق الرصينة؛ فإنه إن أحبها أكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها.

كما ننصحك متى ما تقدم إليك متقدمٌ أن تتركي الأمر بعد الله لأهلك، فصغر سنك -أختنا- حائلٌ بينك وبين إدراك بعض الأمور، ثم عليك بعد ذلك الاستشارة والاستخارة، ثم التوكل على الله عز وجل بالموافقة.

نسأل الله أن ييسر لك أمرك، وأن يسعدك في الدنيا والآخرة، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً