الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أمي تسمح للعمال بالدخول إلى منزلنا، فكيف أضبط هذا الأمر؟

السؤال

أمي أحضرت عاملًا لا يلتزم بالضوابط الشرعية في التعامل مع النساء، فأخبرته أني لا أريده أن يدخل مرة أخرى، بل قلت لها سأخبر أبي ليمنعه عندما رأيتها تجادلني، فهي تريده أن يأتي، ولا يوجد في المنزل إلا أنا وهي، وهو يعمل أعمالاً أخرى. أمي قالت: "أبوك سيأخذك عنده؛ لأن البيت باسمه واسمها، وهي منفصلة عن أبي، قلت لها: "سيمنعه"، رغم أن والدي لديه أيضًا مخالفات كبيرة، لكني قلت ربما يستجيب ويمنعه.

فهل علي شيء في هذا؟ وأيضًا دخول العمال هكذا، هل هذا الفعل صحيح ونحن وحدنا في المنزل؟ أخبرتها مرارًا أني أتضايق من دخولهم، مع العلم أن بعضهم جيدين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، وزادك الله حرصاً وخيراً، وحفظك وحفظ الوالدة من كل شر وسوء.

لا شك أن الممنوع هو خلوة الرجل بالمرأة، لكن إذا كان هناك أكثر من امرأة كنتم مع بعضكم، فلا مانع من أن يدخل العامل ليصلح شيئاً، مع ضرورة أن تلتزمي وتلتزم الوالدة بالحجاب الشرعي والستر التام، وإذا تحصلتم على من هو جيد في دينه فهذا هو الأصل، وهذا هو الأفضل.

والأحسن من ذلك أن يكون في البيت خالٌ أو عمٌ، أو حتى الوالد في اللحظات التي يأتي فيها هؤلاء العمال، وفي مثل هذه الأمور نتمنى ألا تزعجي الوالدة، وأن لا تُدخلي الوالد، ولكن يكون النصح بينكم، والوالدة إذا كان الأمر على ما ذكرت، فقط اطلبي منها أن تختار الأحسن، وأن تختار الوقت المناسب، وكوني معها دائماً وإلى جوارها، واحرصوا أن تكونوا في ستركم وحجابكم، وبعد ذلك لا يضر دخول هذا العامل طالما كنتم بالحجاب الكامل.

اكرر دعوتي لأن نختار الأمناء الطيبين الصالحين من هؤلاء العمال، ويفضل -كما قلنا- في حال وجودهم أن يكون بالبيت أحد المحارم، وفي هذه الحالة سيكون الإشكال قد حل تماماً، وإذا كان هذا غير متيسر، فكوني إلى جوار الوالدة، وابقوا في غرفة مغلقة حتى يفرغ من عمله وينصرف، ولا تجعلوا هذا العامل يخلو بك ولا بها؛ لأن الممنوع هو أن يخلو الرجل بامرأة؛ فالشيطان هو الثالث إذا خلا رجلٌ بامرأة، فالشيطان هو الثالث، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يزيدك حرصاً وخيراً.

ولا تحاولي دائماً أن تدخلي الوالد مع الوالدة إذا كانت لا ترضى، ولكن قدمي لها النصيحة، واختاري من تسمع كلامها من الداعيات الفاضلات، أو من إخوانها -أي أخوالك- أو من ممكن أن يقدم لها النصح، وكذلك الأمر بالنسبة للوالد؛ لأن الإنسان إذا أراد أن ينصح لأحد والديه -وهذا مطلب شرعي- ينبغي أن يكون في منتهى الأدب يا أبتِ، يا أبتِ، كما فعل الخليل، وأن يُختار الوقت المناسب، وأن يتجنب ما يعكر صفوهم، وأن يعرض نصيحته بأسلوب جميل وبطريقة لبقة.

زادك الله حرصاً وخيراً، وتضايقك من دخول الرجال دليلٌ على أنك على الخير والفطرة، نسأل الله أن يزيدك من فضله.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً