الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بضيق بسبب تعرفي على شاب في الماضي!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأمر كنت قد نسيته منذ فترة، فقد مضى ما يقارب الـ 4 أعوام على حدوثه، كنت أبلغ 14 عاماً في ذلك الوقت، وتعرفت على شاب كان يبلغ الـ 20 عاماً، تحدثت معه لمدة شهرين لا أكثر، وقطعت حديثي معه، بل قطعت صلتي به بأكملها.

حدث في تلك الفترة أنه طلب أن يراني، وحينها لم أوافق، وكان بنات أخوالي يعلمون عنه، وأخبرنني أن لا أوافق، وقررنا أن نذهب للتجول، وعند جلوسنا في أحد المقاهي، أخبرتني إحداهن أنه إن أراد الحضور فليحضر، وبدأن في تشجيعي على إخباره، وأخبرته حينها وحضر، وجلس معي ما يقارب ربع ساعة، وهن كن جالسات معي، لم يتركنني بمفردي.

بعدها ذهب كل منا إلى حال سبيله، ومن يومها ابتعدت، وأقسمت أن لا أفعل ما فعلته مرة أخرى، وبالفعل تبت عن فعلتي، وأنا دائمة الدعاء أن يستر الله عليّ.

أشعر بنوع من الضيق، وأود أن أخبر أمي عما فعلت، علماً أني في ذلك الوقت لم أكن قريبة منها أبداً، ولم أستطع فتح حديث معها، لكن الآن لا أدري هل أخبرها أم لا؟

إضافة إلى ذلك أنه بدأت تحدث مشاكل مع بنات أخوالي وعائلاتهن، فأخاف أن يصل الأمر لأمي منهن قبلي، فتنكسر وتحزن.

ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان.

ما حدث منك كان معصية، بل كانت زلة قدم، نجاك الله تعالى منها، فاحمدي الله على حفظه لك، وسليه أن يثبتك على الحق، وأن يعينك على طاعته.

أختنا الكريمة: إن ما حدث من الخطأ مر عليه سنوات كثيرة، وبنات أخوالك حتى وإن حدث خلاف بينكن سيخشون بث ما حدث؛ لأنهن كذلك قد تورطن في الأمر، بل ربما يكن أكثر منك حذراً.

والدتك اليوم وقد صارت العلاقة بينك وبينها جيدة، والمشكلة ظلت من الماضي، ولا يوجد ما يقلق، فلا ننصح -أختنا- بفتح باب قد يضايقها، أو يسبب عندها الوسوسة عليك، أو يجعل حاجزاً بينها وبين بنات أخيها، لذا لا ننصح بإخبارها ولا ننصحك أنت بالتفكير في هذا الماضي، تجاهليه بالكامل، واجعلي الستر رداءك.

ثم إن حدث- وهو أمر مستبعد تماماً- وأخبرت إحداهن أو وصل الخبر إلى أمك فتظاهري بالنسيان، خاصة والمسألة قديمة، وقد كنت صغيرة، وسيمر الأمر على خير، فلا تقلقي، ونحن على ثقة أن هذا مستبعد حدوثه.

أختنا الكريمة: كذلك إن تقدم إليك خاطب فاحذري أن تخبريه بما كان، واستري على نفسك، وثقي بالله حبالك، وجددي التوبة النصوح، وثقي أن الله لن يخذل عبداً احتمى به.

بارك الله فيك، وأحسن الله إليك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً