الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المؤمن، والصبر على الابتلاءات

السؤال

السلام عليكم.

اكتشفت أنني لن أتمكن من أن أكون أمًّا عندما كنت في السابعة عشرة من عمري، حاولت طوال هذه السنوات التعايش مع الأمر، لكنني الآن لم أعد قادرة على تخيّل حياتي بدون أطفال.

هل حرمني الله من الإنجاب بسبب ذنب ارتكبته؟ فأن أكون أمًّا أمر مستحيل، لأنني لا أملك رحمًا، لكنني دائمًا كنت أتمسك بالأمل في حدوث معجزة.

بعد كل هذه السنين، لم أعد قادرة على التعلّق بالأمل بلا فائدة، وأصبحت فكرة أنني سأعيش وحيدة، تؤلمني بشدّة، فهل يمكن أن يغيّر دعائي قدَري؟ أرجوكم، أفيدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وبعد:

الدنيا دار امتحان، الله يبتلينا فيها حتى يثبت أهل الإيمان ويظهر أهل النفاق، قد ابتلاك الله بهذا الأمر، وابتلى مسلمة -في مثل عمرك أو أصغر- بمرض نادر اسمه سرطان الأطراف، وهو لا علاج له، وينتقص كل فترة جزءاً من أطرافها، وابتلى أخرى بالفشل الكلوي، فهي تذهب أربعة أيام أسبوعياً إلى المستشفى، تبقى اليوم كله تغسل كلاها، ثم اليوم الآخر تظل في البيت رهينة التعب، لا تفكر في مدرسة ولا تعليم، فضلاً عن زواج أو غيره.

لماذا نقول ذلك: لأن الإنسان دائماً يبصر ما ابتلاه به، على أنه الأشد والأقسى والأخطر، ولا يعلم أنه بالنسبة لغيره في نعمة وعافية كبيرة.

أختنا: هل لا بد أن يكون الابتلاء جراء المعصية؟ قد يكون ذلك، وقد يكون لرفع الدرجة، وقد رأينا أنبياء الله، وهم أحب الخلق إلى الله، قد ابتلوا وصبروا، ونبينا -صلى الله عليه وسلم- أخبرنا أن المرء يبتلى على قدر دينه، فكلما عظمت مكانته عند الله كلما كان الابتلاء أشد، وأجر الآخرة أبقى.

مسألة الإنجاب اليوم قد تطورت تطوراً مذهلاً، والعمليات كل يوم تتطور إيجاباً للأمام، لذا لا تفقدي الأمل ولا تفكري، ودعي الأمر لله تعالى، فقد يجمع الأطباء على أن امرأة يستحيل أن تنجب، وقد يكتب الله غير ذلك.

ابذلي الأسباب المتاحة المباحة، ودعي الأمر لله تعالى، وارضي بقضاء الله، واعلمي أن الرضا يجلب الخير، وأن قضاء الله هو الخير لك لا محالة.

نسأل الله أن يحفظك وأن يرعاك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً