الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أختي تكرهني على الرغم من مساعدتي لها، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أختي الفقيرة لديها بطر للحق، وتستغل المسكنة عند والدينا لترسيخ سوء الظن، وتشويه صورتي والضغط عليّ، وهي تعلم أني أخاف الله أن يغضب والداي مني، فهل يعد هذا تكبرًا منها؟

وهي أيضًا قد صرحت في مشادة كلامية أنها تكره أبنائي وزوجتي، وكان ذلك أمامي وبحضور أحد أبنائي، لأسباب مختلفة، وافتراء منها، على الرغم من أنني كنت أقدم لها المساعدة!

كل محاولاتي لتغيير هذا السلوك باءت بالفشل، والوضع يسوء أكثر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من المحزن أن تتعرض لمثل هذه المواقف مع أقرب الناس إليك، خاصة عندما تكون قد بذلت جهدك لمساعدتها والوقوف بجانبها.

أولاً، دعنا نحلل الوضع ونحاول تقديم النصائح الملائمة، فسلوك أختك قد يشير إلى عدة أمور نفسية واجتماعية، منها:

1. ربما تشعر أختك بنقص أو غيره، مما يؤدي إلى تصرفاتها العدوانية.
2. قد تكون تعتمد بشكل مفرط على والديك، وتستخدم أساليب الضغط لكسب تعاطفهم ودعمهم.
3. قد تكون لديها معاناة من صراعات داخلية، تؤدي إلى إسقاط مشاعرها السلبية على الآخرين.

نصائح للتعامل مع هذه الأمور:
- حاول التواصل معها بشكل هادئ وصريح، أخبرها كيف تؤثر تصرفاتها على علاقتكما، وعلى الأسرة ككل.
- يجب أن تكون هناك حدود واضحة في التعامل معها، بحيث لا تتجاوز حدود الاحترام المتبادل.
- قد يكون من المفيد لها، وللأسرة، استشارة متخصص أسري، لمعالجة الجوانب العاطفية والنفسية لهذه المشكلة.
- عليك بالصبر والتحمل، قال تعالى: "وَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَٱهْجُرْهُمْ هَجْرًۭا جَمِيلًا" (سورة المزمل: 10)، الصبر والتعامل بالحسنى قد يكون له أثر إيجابي.
- قدم النصيحة بطريقة حسنة، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "الدين النصيحة"، حاول تقديم النصيحة بأفضل الطرق.
- الدعاء لها بالهداية والصلاح قد يكون من أقوى الأسلحة، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "الدعاء هو العبادة".
- محاولات إصلاح ذات البين وتحسين العلاقات بين أفراد الأسرة أمر مهم، قال تعالى: "وَالصُّلْحُ خَيْرٌ" (سورة النساء: 128).
- حاول ترتيب جلسة عائلية بحضور الوالدين، لمناقشة الأمور بشكل مفتوح وودي.
- حدد ما هي الأولويات بالنسبة لك في هذه العلاقة، وما هي الخطوط الحمراء التي لا ينبغي تجاوزها.
- شاركها في البحث عن حلول مشتركة تحقق الراحة للجميع.

إذا استمرت المشاكل رغم كل المحاولات، لا تتردد في اللجوء إلى الدعم النفسي والاستشارة الأسرية المتخصصة، بجانب التوجيه الإسلامي، لتحقيق توازن بين الجانبين النفسي والإيماني.

نسأل الله أن يصلح حالك، وحال أختك، وأن يرزقكما الحكمة والهدى في التعامل مع هذه المشكلة.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً