الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أوفق بين الطاعات ودراستي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري 16 سنة، وأنا طالبة في السنة الثانية من التعليم الثانوي، تغيرت كثيرًا هذه الأيام، وصرت لا ألتزم سوى بالفرائض، أريد أن أعلم ما خير الطاعات التي يمكنني أن أوفق بينها وبين دراستي وأواظب عليها بشكل يومي دون تركها أبدًا؟

الحمد لله -أولا- الذي وفر لنا هذا الموقع المفيد، ثم شكرًا لكم على جهودكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ علياء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيكِ على حرصك واهتمامك بالطاعات رغم انشغالك بالدراسة، هذا أمر عظيم يدل على قلبٍ محب للخير والاقتراب من الله.

الجمع بين العبادة والدراسة يحتاج إلى تخطيط، وبإمكانك الحفاظ على طاعات يومية بسيطة، ولكن ذات تأثير كبير على علاقتك بالله وتوازن حياتك، إليك بعض الأمور التي يمكنكِ المواظبة عليها يومياً:

1. المحافظة على الصلاة في أوقاتها الخمسة هي أعظم الأعمال التي تقربك إلى الله، قال الله تعالى: (إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى المُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا).

2. تخصيص بعض الوقت للأذكار اليومية، مثل: أذكار الصباح والمساء، وأذكار بعد الصلاة، لها أثر عظيم على صفاء القلب، قال الله تعالى: (فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون).

3. قراءة القرآن الكريم حتى لو كان جزءًا بسيطًا يومياً؛ فإن بالاستمرار في تلاوة القرآن يبارك لك في وقتك، ويزيدك قرباً من الله، يمكنك أن تبدئي بتلاوة ولو صفحة، أو حتى عدد من الآيات بما يتناسب مع جدولك اليومي.

4. الدعاء سلاح المؤمن، تذكري أن تلجئي إلى الله بالدعاء، خاصة بعد الصلاة، يمكن أن تخصصي وقتاً قصيراً في اليوم لرفع يديك بالدعاء بما ترغبين، وتطلبي من الله العون والتوفيق في دراستك وحياتك.

5. صلاة الوتر سنة مؤكدة، وهي من النوافل التي لا تأخذ وقتاً كبيراً، ولكن لها أجر عظيم، حتى ولو ركعة واحدة قبل النوم، تجعل لك ختاماً لليوم بذكر الله.

6. من أعظم العبادات القلبية: الإحسان إلى الوالدين وطاعتهما، والحرص على إرضائهما. قال النبي ﷺ: (رِضا الله في رضا الوالدين، وسخط الله في سخط الوالدين).

7. مساعدة الآخرين، حتى ولو كانت كلمة طيبة، هي من الأعمال التي يبارك الله بها وقتك، ويزيد بها حسناتك، قال النبي ﷺ: (الكلمة الطيبة صدقة).

من المهم أن تتذكري أن الله ينظر إلى نيتك وإخلاصك في العمل، وليس فقط في عدد الأعمال التي تقومين بها، يمكنك التوازن بين دراستك وعبادتك بسهولة إن التزمت بالفرائض، وزدت عليها القليل من الطاعات التي تملأ وقتك بركة وراحة.

نسأل الله أن يوفقكِ، ويبارك لك في وقتك، ويجعلكِ من عباده الصالحين.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً