الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تخلصت من الوساوس وابتليت بقلق وخوف وفقدان التوازن!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 24 سنة، عندما كنت مراهقًا بدأت في ممارسة العادة السرية بشكل يومي، ثم انتقلت إلى مشاهدة الأفلام الإباحية، ومع مرور الوقت، بدأت أواجه وساوس دينية، وبدأت أشك في الدين، وفي الله سبحانه وتعالى.

صاحبَ ذلك شعورٌ شديد بالتوتر والقلق، وضغوطٌ نفسية كبيرة؛ نتيجة التفكير في تلك الوساوس، بالإضافة إلى صداع عصبي متكرر.

ثم تطور الأمر إلى إصابتي بالرهاب الاجتماعي، حيث أصبحت أخاف من التفاعل مع الناس، وأقلق مما سيقولونه عني، وكيف سيرون كلامي وتصرفاتي.

كنت عضوًا في جماعة إسلامية صغيرة في بلدي، وكنت أعيش في قلق دائم مما يُقال عن هذه الجماعة، وكنت أخاف من الجلوس مع الناس؛ خشية انتقادهم أو كلامهم.

عشت مع هذا المرض النفسي لمدة سبع سنوات، وأنقذني الله من الوساوس والشكوك -بفضل الله- أولاً، ثم بفضل مقال قرأته على موقع "إسلام ويب"، بعنوان: "كيف تواجه الشك في الدين"، فجزاكم الله خيرًا.

ذهبت بعد ذلك إلى طبيب مختص في الأعصاب، ووصف لي دواء الأميتريبتيلين 25 ملغ، كنت أتناول هذا الدواء على مدى 4 سنوات، عند شعوري بالقلق، أو الرهاب الاجتماعي، أو اضطرابات النوم، فكنت أتناوله شهرًا وأتوقف شهرًا.

توقفت عن ممارسة العادة السرية، ومشاهدة الأفلام الإباحية منذ ثلاث سنوات.

أما الآن: فقد توقفت عن تناول الأميتريبتيلين منذ 6 أشهر، لكنني أحيانًا أشعر بما يلي: القلق والخوف مما سيقوله الناس عني، فقدان في الوزن، شعور مفاجئ وكأنني سأسقط على الأرض، صداع مزمن، عدم توازن في المشي، وكأنني في حالة سُكر، ألم في منطقة القلب، رهاب اجتماعي، ألم في جميع أنحاء الجسد، كسل شديد عند الاستيقاظ، وصعوبة في ممارسة التمارين الرياضية، فما نصيحتكم لي؟

وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات إسلام ويب.

أيها الفاضل الكريم: أنت عرضت حالتك بصورة ممتازة جدًّا ومنسقة، وأنا أقول لك بصفة عامة: حالتك -إن شاء الله- حالة بسيطة.

بدأت بشيء من القلق، ثم تطور الأمر إلى مخاوف، وظهرت عندك الوساوس كما تفضلت، والقلق والمخاوف والوساوس دائمًا تكون في بوتقة واحدة، بمعنى أن الإنسان قد يمر بها جميعها في فترات مختلفة، وقد يحدث للإنسان أيضًا نوع من عُسر أو اضطراب المزاج، أو الاكتئاب البسيط المصاحب لهذه الأعراض.

بالطبع الممارسات مثل: العادة السرية، ومشاهدة الأفلام الخلاعية والإباحية أمر بغيض، والحمد لله أنك قد تبت وتركت هذا الأمر تمامًا، وهذا حقيقةً إنجاز كبير منك، ويجب أن يُحسِّن عندك الدافعية للمزيد من النجاحات في الحياة بصفة عامة.

حالتك الحالية تُعد نوعًا من المخاوف النفسية، وما تشعر به من فقدان التوازن أو الإحساس بأنك قد تسقط على الأرض يُعرف بالأعراض النفسية الجسدية، وهي غالبًا ما تكون مصاحبة لحالات القلق والمخاوف، وأحيانًا الوساوس كذلك.

أنصحك بإجراء فحوصات طبية عامة، خاصة أنك ذكرت وجود نقص في الوزن، لذا يُستحسن أن تقوم بإجراء الفحوصات التالية:
- فحص مستوى الهيموغلوبين (قوة الدم).
- وظائف الكبد.
- وظائف الكلى.
- وظائف الغدة الدرقية.
- مستوى فيتامين D
- مستوى فيتامين B12
- نسبة الدهون في الدم، الكوليسترول والدهنيات الثلاثية، وهي فحوصات بسيطة، غير مكلفة، ومتوفرة في معظم الدول.

أرجو أن تقوم بهذه الفحوصات، ويمكنك عرض نتائجها على طبيب، أو تسأل فني المختبر الذي سيجري الفحوصات عمَّا إذا كان هناك حاجة لمراجعة الطبيب.

أنصحك بوضع أهداف واضحة في الحياة، وتضع الآليات التي توصلك إلى أهدافك؛ القلق والخوف والوساوس تخلص منها من خلال الفعالية في الحياة، والتي تكون من خلال الإنتاج والمبادرة، وهذا يتأتّى من خلال تحديد الأهداف.

أنت محتاج طبعًا لعلاج دوائي بسيط، والـ (أميتريبتيلين، Amitriptyline)، من الأدوية الممتازة، لكنه ليس الدواء الوحيد والمتميز لعلاج المخاوف والوساوس.

من أفضل الأدوية التي أنصحك بها دواء يسمى (سيبرالكس، Cipralex)، هذا هو اسمه التجاري، واسمه العلمي (اسيتالوبرام، Escitalopram)، والجرعة التي تبدأ بها هي 5 ملغ، أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على 10 ملغ، تناولها لمدة عشرة أيام، ثم اجعلها حبة كاملة 10ملغ يوميًا لمدة أربعة أشهر، ثم 5 ملغ يومًا بعد يومٍ لمدة عشرة أيام، ثم توقف عن تناول الدواء.

يضاف للسيبرالكس دواء آخر داعم يسمى (دوجماتيل، Dogmatil)، هذا هو اسمه التجاري، واسمه العلمي (سولبيريد، Sulpiride)، تناوله بجرعة 50 ملغ صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم 50 ملغ صباحًا لمدة شهرين، ثم توقف عن تناوله.

هذه هي الخطة العلاجية الدوائية، ووجهنا لك الإرشاد النفسي المطلوب، و-إن شاء الله تعالى- ستكون على خير، وفي كامل الصحة والعافية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً