السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا بنت، ومنذ أن كنت صغيرة كنت مجتهدة ومتفوقة وناجحة ومتميزة، وكان الجميع يريدني أن أدخل كلية الطب، لكنني لم أدخلها، لأن ميولي ليست في الطب، بل أحب البرمجة والحواسيب وما شابهها، وبما أننا نعيش في منطقة نائية، والتعليم فيها ضعيف، ولا توجد حتى معاهد تقدم دبلومات في هذا المجال، فقد دخلت تخصص اللغة الإنجليزية، على أمل أن تفتح لي فرص أخرى وأفضل من التدريس.
أنا الآن تخرجت منذ أربع سنوات وأعمل، وطوال فترة دراستي كنت في غفلة، بمعنى أنني كنت أسمع الأغاني، وأفكر كثيرًا، وأتكلم مع نفسي، يعني فعليًا ضيعت وقتي، رغم أنني كنت أملك قدرات جيدة.
الآن أنا مخطوبة لرجل مطلق وله بنت، وهو يعمل في وظيفة ممتازة، لكن بعدما صحوت من غفلتي، وجدت أنني لا أرغب في هذه الخطبة، وأريد أن أحقق ذاتي، وأخرج من بيتي، لأن بيته مثل بيتي، نفس المنطقة ونفس الفرص، والعمر يمر، وصرت أصرخ لساعات طويلة، وكنت دائمًا أقول: إن هذه الأمور مستحيلة، ولا تعلق بقلبي، لكن الآن قلبي معلق فعلاً، تعبت، وصحوت، ودعوت ربي، وقلبي معلق بفكرة فسخ الخطبة، والخروج من بيتي.
أنا خائفة أن أظلمه، لأن في قلبي مثل الكره لنفسي، وأخشى أن أجرحه أو أظلم نفسي، تعبت جدًا، كل يوم أبكي وأدعو ربي أن يفرج همي، أستغفر كثيرًا، وأصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- وأقوم الليل، -والحمد لله- ولكني خائفة أن يكون كل هذا سخطًا مني على قدر الله، لأن هذا هو ما فهمته حتى الآن.
فهل من نصيحة أو توجيه، يساعدني على اتخاذ القرار الصحيح، وكيف أستطيع أن أوازن بين رغبتي في تحقيق ذاتي، وخوفي من الظلم وعدم التسبب في الأذى لأي طرف؟ وكيف أتعامل مع هذه المشاعر المتضاربة، وأجد السلام الداخلي في هذا الموقف؟