السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم شيوخنا الأفاضل، وجزاكم الله خيرًا.
أعاني من ضعف عام في الذكاء العاطفي والاجتماعي، وأكثر مَن يتضرر من هذا الأمر هم أفراد عائلتي، وبالأخص والداي؛ فبرهما يُشكل عبئًا نفسيًا كبيرًا عليّ، لكنني أُرغم نفسي على القيام به، ومع ذلك أشعر أنني مقصّرة جدًّا في حقهما، والله المستعان.
أنا الآن في سنتي الجامعية الثانية، وفي منتصفها تقدم لخطبتي أحد الأشخاص، وقالت عائلتي عنه وعن عائلته إنه لا يُرفض، فوافقت على رأيهم، لا سيما أن لدي رغبة عامة في الزواج المبكر، رغم شعوري بعدم الاستعداد الكامل له، ومع مرور الأيام، ازدادت العلاقة توترًا بيني وبين أهلي، وازداد شعورهم بعدم الرضا عني، حتى وقعت نوبة غضب شديدة من والدي، لم يشهد البيت مثلها من قبل، علمًا بأن والدي لا يسكن معنا بسبب طبيعة عمله، ثم بعد فترة تمت الخطبة الرسمية والإعلان عنها، لكن بعد الخطبة، صدر مني تصرّف غير حسن، إذ شعرت بشيء من الفتور المؤقت بسبب ما سبق، وأظن أن والدتي غاضبة مني لهذا السبب تحديدًا، وحين تغضب والدتي فإنها تقاطعني ولا تكلّمني، ولا تنظر إليّ.
من البرّ أن أفهم فورًا سبب غضبها وأبادر لإصلاح الأمر ومصالحتها، لكنني لم أتمكن من ذلك بسبب جهلي، وخوفي من طريقة التعامل معها.
استمر الوضع على هذا الحال لمدة شهر أو يزيد قليلاً، إلى أن جاء عيد الأضحى، وحينها طرأ في نفسي فجأة أنني أرغب في ارتداء اللثام (النقاب).
عندما فاتحت والدتي بذلك، رفضت الأمر رفضًا قاطعًا لأسباب تتعلّق بالوضع الأمني، وحتى إنها ترفض أن أخرج معها إذا كنت ملثمة، مع العلم أننا – أنا ووالدتي – كنا نرتدي الخمار ونلثم وجوهنا قبل أن نغترب إلى تركيا، كما أن الخمار واللثام بدأ ينتشران بشكل أوسع في مدينتي، وهذا مما شجّعني على الفكرة.
الآن، عندما أخبر الآخرين برغبتي في الالتزام، يسألونني: "ما رأي خطيبك؟" ولكنني لم أسأله بعد. فهل ينبغي أن أستأذنه أو أستشيره في هذا الأمر؟
أيضًا: والدتي تخبرني بين الحين والآخر بأنني غير صالحة للزواج، وتقول لي: إنني لن أستمر في هذا الزواج، بل قد أعود إلى البيت بعد يوم أو يومين – ولا أعلم إن كانت تقصد أنني سأُطلّق –.
كل هذا يؤلمني جدًّا، رغم أنني أجتهد بصدق في تحسين نفسي، إلَّا أنني أشعر بفتور واستنزاف شديد في طاقتي بشكل غير طبيعي؛ ممَّا يجعلني أفكر أحيانًا في اللجوء إلى الأدوية أو المكملات، رغم أن جميع فحوصاتي سليمة.