الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رجفة وتعرق شديد وتلعثم عند المناقشات

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إلى الدكتور/ حفظه الله.

أولاً: أسأل الله العظيم أن يجعل هذا العمل في موازين أعمالكم، وأبارك لكم قدوم شهر الخير، وأن يجعلنا من المقبولين فيه.

أنا صاحب استشارة سابقة رقم (265876).

أنا أُعاني من أعراض الرهاب الاجتماعي وخجول جداً جداً، ومن هذه الأعراض التي تؤرقني إذا ناقشت أحداً لسبب بسيط تأتني رجفة وتعرق شديد وتلعثم، مما سبب لي مشكلة في حياتي، مع أني أحياناً لا أهاب المواقف التي لا تهمني، مثل حضور وليمة كبيرة أو مقابلة مسئول كبير، وأحياناً العكس حتى لو شخص عادي فأتأثر لسببٍ بسيط جداً.

يا دكتور! أنا سوف أتقدم لخطبة فتاة، ومتخوف جداً جداً من الذهاب؛ لأن عندنا في الخليج تزمتاً شديداً من أهل الفتاة عند الخطبة، فتكون الأنظار موجهة إلى الخاطب، وأنا خائف من هذا الموقف .. دكتور أريدك أن تثق أني في بعض الأحيان تكون شخصيتي غير اللي أقوله -يعني لا يؤثر في شيء-.

وقد وصفت لي لسترال وفلونكسول وأندرال .. ولم أشعر بتحسن، خاصةً الرجفة والتعرق واحمرار الوجه والتلعثم حتى لو الموضوع لا يستحق أي شيء.

أرجوك ساعدني لأن ثقتي بالله ثم بك كبيرة.

جزاكم الله خيراً على ما تقومون به وأن يجعله في موازين حسناتكم.
(ومن فرج عن أخيه كربة فرج الله عليه كربة من كرب يوم القيامة).

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ م ع حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزاك الله خيراً، ونسأل الله تعالى أن يبلغنا جميعاً رمضان، وأن يجعلنا من الصائمين القائمين.

أخي الفاضل: الرهاب الاجتماعي يتفاوت في حدته وشدته من وقت لآخر، ومما يزيد أعراض القلق الاجتماعي هو توقعه والتركيز أنه سوف يحدث، واعتقاد الإنسان أنه سوف يفقد السيطرة على الموقف، أو أنه مراقب من قبل الآخرين، وهذا حقيقة ليس موجوداً، وتصحيح هذه المفاهيم يعتبر هو لب العلاج للتخلص من المخاوف الاجتماعية، فعليك إذن يا أخي أن تلتزم بهذه القاعدة.

أسأل الله أن يتم لك أمر الخطوبة، والتي يجب أن تنظر إليها كحدث سعيد، وأنه سوف يمر بدون أي عثرات بإذن الله تعالى.

يمكنك أن تقوم ببعض التمارين النفسية، وهي أن تتأمل وبعمق الأحداث والمواقف المطلوبة أو المتوقعة أثناء الخطوبة.

كرر هذه التمارين مرتين أو ثلاثاً في اليوم، ويجب أن لا تقل فترة التأمل في كل مرة عن 20 دقيقة.

هذا يُسمى بالتعرض في الخيال وهو وسيلة علاجية ممتازة إذا أجاد الإنسان تطبيقها وأحسبك إن شاء الله من المجيدين.

بالنسبة للعلاج الدوائي، يمكن التوقف عن تناول اللسترال واستبداله بزيروكسات، وتبدأ بجرعة 10مليجرامات (نصف حبة) ليلاً، ثم ترفعها بعد أُسبوع إلى حبةٍ كاملة، وفي ذات الوقت تستمر على الإندرال والفلونكسول.

الزيروكسات يُعتبر من الأدوية الفعالة جداً، ونسأل الله تعالى أن يجعله سبباً في شفائك.

وبالله التوفيق.
-------------------------------------------------
انتهت إجابة الدكتور/ محمد عبد العليم ولمزيد من الفائدة يرجى الاطلاع على الاستشارات التالية: (259576 - 261344 - 263699 - 264538) والتي تتناول علاج الرهاب الاجتماعي سلوكياً وشرعيا.






مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً