الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الميل إلى العزلة المصحوب بتشتت الفكر وعلاقة ذلك بالفصام

السؤال

السلام عليكم

قرأت عن الفصام، ووجدت أعراضه تنطبق عليّ كثيراً، فأنا أحب العزلة عندما كان عمري 17 ، ولا أستطيع التركيز فيتشتت تفكيري لسبب تافه في نظر الناس رغم أنه كبير في نظري، وأحس أن الناس تكرهني أو تضايقني ولا تفهمني، لا أعلم لماذا رغم أني طيب؟!

عرضت نفسي على دكتور ووصف لي سيبرالكس

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن تشخيص الفصام يجب أن يتم عن طريق الطبيب المختص والمقتدر، وحتى أفضل الأطباء لا يميلون إلى تشخيص الفصام من جلسة واحدة، فهنالك محددات وهنالك شروط، وتشخيص الفصام يجب أن يكون على مرتكزات علمية قوية.

بالنسبة للأعراض التي ذكرتها من شعورك بالعزلة حينما كان عمرك سبعة عشر عاماً، وأنك ضعيف التركيز ومشتت الفكر، وأيضاً لديك الميول لتضخيم بعض الأمور، كما أنك تحس بأن الناس تكرهك أو لا تحبك وهذا يضايقك كثيراً، هذه الأعراض لا نستطيع أن نقول أنها أعراض فصامية، نعم الفصام يؤدي إلى شيء من الانعزال الاجتماعي في بعضه، كما أن الفصام يتميز في بعض الأحيان بوجود ما يسمى بالأفكار الاضطهادية أو الضلالية، وفي مثل هذه الحالة يكون الإنسان مقتنعا قناعة كاملة وقاطعة وقوية ومطبقة أن الآخرين يسعون لضرره ويتآمرون عليه ويكرهونه، وشيء من هذا القبيل.

أما هذه المشاعر الخفيفة التي تأتي لك فهي لا ترقى أبداً لدرجة مرض الفصام، وحتى العزلة التي ذكرتها قد تكون أمراً عادياً، وأعتقد الطبيب قد أحسن حينما وصف لك السبرالكس؛ لأن الانعزال والشيء البسيط من شكوك وقلق وعدم الشعور بالارتياح كثيراً ما تكون من أعراض القلق النفسي أو الاكتئاب النفسي البسيط والذي نسميه بعسر المزاج، وربما تكون أيضاً هذه الأعراض جزءاً من الشخصية وليس أكثر من ذلك.

عموماً اطمئن - أخي الكريم - لا أعتقد أنك تعاني أبداً من مرض الفصام، ولكن بالطبع من الأفضل أن تكون تحت الرقابة الطبية، حاول أن تتواصل مع طبيبك وتراجعه من وقت لآخر، فهذا هو المنهج الأفضل والمنهج الأسلم.

أسأل الله لك العافية والشفاء، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً