السؤال
السلام عليكم ورحمة الله بركاته.
أنا في السادسة عشرة من عمري، إلى حد ما متدين والحمد لله، لي صديق في مثل عمري، ليس قريباً جداً من الله، عاملته كأخي بل أشد، ووالله ما أحببته إلا في الله، ولكم سهرنا في طاعة الله والتناصح بيننا، ولكم بكينا في سجودنا، ولكم تعاهدنا على طاعة الله سويا، ولكنه كان يقترب من الله تارة، ويبعد عنه تارة، إلى أن جاء اليوم الذي لا ينسى.
فوجئت به يكلمني ويقول لي أريد أن أطلعك على سر! فقال: لقد زنيت من ثلاثة أو أربعة شهور، وأنا نادم أشد الندم، وأريد أن أتوب وأن أسلك طريق التدين.
بالله عليكم أفيضوا علي بالجواب، فمن يومها وأنا كالحائر المجنون، لا أصدق أبداً ما قاله، فلكم دمعت عيناه أمامي خوفاً من الله، فكرت أن أتركه للأبد، رغم أني ما أحببت في حياتي كلها أحداً مثله.
وكان عذري أنه ظل أربعة شهور بلا توبة، وأني ما تخيلت أبداً أن يصل به الأمر إلى الزنا، وأظنه كان لا يصلي في تلك الفترة.
ولكن يعود قلبي ليؤنبني، فكيف أرده وقد نوى بأن يتوب (والله أعلم بصدق نيته).
بصدق ما بكيت في حياتي كلها مثلما بكيت عندما أخبرني، وما حزنت في عمري كله مثلما حزنت يومها.
أرجوكم أجيبوني .
أأتخلى عنه؟ أم أحافظ على علاقتنا ولكن ليست بنفس القوة كما كانت؟ أم ألزمه في سكناته وحركاته عساه بتوبته يسبقني؟
(ووالله أسأل الله في كل سجود، كل سجود أن يغفر له ويسبقني).
سؤال أخير يحرق قلبي:
يشهد الله كم دعوت الله بأن يجمعنا في الجنة سويا في درجة واحدة، والله كنت أدعو تلكم الدعوة بدموع من صميم قلبي، ولكن!!
هل يمكن للزاني أن يصير متديناً في يومٍ من الأيام؟ وأعتذر عن الإطالة.