الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشكلة الزوجة مع زوجها الطائر في السماء على الدوام؟

السؤال

أنا متزوجة منذ خمس سنوات، ولي ثلاثة أطفال، زوجي يعمل مضيفاً في مجال الطيران، مشكلتي أن زوجي لا يجلس في بيته إلا وقت النوم، وباقي أيامه إما مسافر وإذا لم يكن مسافراً -أي في إجازة- يسهر مع الأصدقاء إلى الصبح، هذه مشكلتي معه منذ البداية، أي حسب كلام أهله أنه كان هكذا منذ أن كان صغيراً، والمشكلة الكبرى أن عندي أولاداً، ويعتبرون هذا الأب هو القدوة.

قضيت حياتي كلها معه مشاكل على نفس الموضوع، حاولت جاهدة أن أفعل كل الطرق لأجذبه إلى البيت، ولكن دون فائدة، جوابه الوحيد: أنا أفضل هذا.

علماً أني أسكن مع أهله في نفس العمارة، ولأن أهله كانوا في السابق يعانون من نفس المشكلة وحتى لا يشعرهم أنه ما زال على طبعه السابق أصبح يقضي جزءاً من وقته معهم، وأنا أنظر لأيامي معه ليست إلا أن أرعى هؤلاء الأولاد، وأقضي أيامي دون أن أشعر أن هناك شخص مرتبطة به.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم حامد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يصلح لك زوجك، وأن يرزقك الصبر عليه، وأن يعينك على تربية أولادك، وأن يجعلكم من عباده الصالحين وأوليائه المقربين.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فلا أرى لك حلاً أفضل ولا أنفع ولا أحسن من الصبر والدعاء؛ لأن الإنسان منا فعلاً قد يكون أسير عادة من العادات التي نشأ عليها، ويحتاج إلى فترةٍ طويلة مع صدق عزيمة للتخلص منها، ومثل هذه الحالات لا ينفع معها البتر أو الحسم، إما أن تترك وإلا هذا لا يصلح.

أختنا أم حامد: زوجك هذه عادته منذ أن كان صغيراً كما أخبرك أهله، فيحتاج إلى فترة طويلة للتخلص من هذه العادة، ولأن الشيء الذي تعود عليه الإنسان لسنوات يصعب عليه أن يتخلص منه في أيام معدودات إلا إذا شاء الله له بذلك بمنحة خاصة منه سبحانه، لذلك عليك بالصبر، واعتبريه مسافراً دائماً وليس أحياناً، ورتبي حياتك على هذا الواقع، وقومي بدورك على أكمل وجه، وحاولي عدم إشعار الأولاد بفقد أبيهم، وأعتقد أنك تستطيعين ذلك إن شاء الله، وعليك بالدعاء وتنويع وسائل دعوة زوجك، ومحاولة إقناعه بإعطاء جزء من الوقت لأسرته بصفة مبدئية وليس كل الوقت، وذلك كحل وسط، ولا مانع من الاستعانة ببعض الأقارب من ذوي الحكمة في المساعدة لتحقيق ذلك، كما أرى أنه بإمكانك تزويده ببعض كتب التربية التي تبين دور الأب وأهميته، وكذلك بعض الأشرطة، المهم ألا تتعجلي النتيجة، ولا تملي، ولا تتعاملي معه بنوعٍ من التوتر والعصبية؛ حتى لا تفقديه أكثر مما هو عليه الآن، فعليك بالصبر وسعة الصدر والدعاء، ولابد وأن تأتي فترة يكون معكم غالب وقته -إن شاء الله-، مع تمنياتنا لك بالتوفيق والاستقرار والنجاح في مهمتك.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً