الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصح الصديقة في تساهلها مع خطيبها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إخواني أطلب منكم نصيحة وقد لمست فيكم بعون الله وفضله قدرة على إبداء آراء صائبة وعملية وفقكم الله..
النصيحة التي أطلبها ليست لي، بل لصديقة لي في الله أحبها كثيراً، وهي ملتزمة ولا أزكي على الله أحداً، أخاف عليها مما هي فيه ولا أعرف كيف أساعدها، لذا لجأت لكم بعد الله، وإليكم الموضوع ومنكم النصح والمشورة.
خطبت صديقتي من أشهر من شخص لا يهتم بالدين كثيراً والله أعلم، مثلاً لا يصلي الفجر حاضراً، ولا ينهي صديقتي عن تبرجها له في يوم الخطوبة، ولكنه خلوق وابن عائلة محترمة، ولا يدخن، وإنسان مجتهد، ولكن الدين ليس بالأولوية والله أعلم.

من أول يوم خطوبة للأسف أخطأت صديقتي وتبرجت للخطيب وصورت معه.

المشكلة الآن هي: أولاً خطيبها يحتفظ بالصور ويرفض أن يعطيها لها.

بالإضافة إلى أنها تسلم عليه باليد عند مقابلته في منزل العائلة طبعاً ولكنها ترتدي اللباس الشرعي مع عدم تغطية اليدين.

وأيضاً هما يتحادثان بالهاتف شبه يومياً ولمدة تتجاوز الساعة.
صديقتي متعبة ومثقلة جداً من هذا الأمر، وأخبرتني أنها تصلي ركعتين استغفاراً للذنب بعد كل مكالمة؛ لإحساسها ومعرفتها بارتكابها ذنب، سبب استمرار المحادثات رفض خطيبها الشديد جداً لهذا الأمر، وعدم اقتناعه بحرمة المكالمات، حتى عندما ترفض الرد على الهاتف أمها أو إخوتها يلحوا عليها للرد، هل من الممكن أن نكون نحن المخطئين في رأينا بعدم مشروعية المكالمات بين الخطيبين؟

وإذا كانت لا تجوز فعلاً رغم معرفة الأهل ورضاهم؟ كيف تتصرف؟ ما الحل؟ مع العلم أنه غير ممكن عقد قرانهما حالياً.

بصراحة حسب رأيي أن هذه المخالفات لا تشجع أبداً على نوع الحياة التي أتمناها لصديقتي بعد الزواج.
وكذلك أخاف على صديقتي بتقصيرها في حق الله، هي أيضاً متعبة كثيراً من الأمر وأخاف عليها أن تصاب ببرودة القلب إذا عجزت عن الوصول إلى الصواب.

لعلي بكلامي وإن وجدت صعوبة في أن أشرح لكم الوضع بالنسبة لصديقتي أولاً ثم رغبتي في مساعدة صديقتي في مرحلة مهمة من حياتها الدينية والدنيوية.

عسى أن تكونوا فهمتم ما أقصد ... والله من وراء القصد.
بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضل / زهراء بنت حواء حفظها الله تعالي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أولاً: يسرنا أن نرحب بك ترحيباً خاصاً ونشكرك على ثقتك الغالية في موقعك الشبكة الإسلامية (محور الاستشارات) ونعدك أن نكون عند حسن ظنك وطن جميع المسلمين، وتقديم أقصى ما نستطيع في خدمة المسلمين، وحل قضاياهم بإذن الله تعالى.

ثانياً: أختي زهراء بنت حواء.. لقد لمست في استشاراتك السابقة حرصا علي معرفة الحق، وعقلية نيرة، ورغبة شديدة في التمسك بآداب الإسلام وقيمه، وهذا من فضل الله عليك، ونسأله تعالى أن يزيدك من فضله، وأن يكثر من أمثالك، إلا أن الذي أدهشني وصفك لأختك التي تسألين نيابة عنها أنها أخت ملتزمة، وأنا لا أفهم معنى الالتزام الذي تقصدين! هل هذه التصرفات التي حدثت منها تدل فعلاً على أنها ملتزمة؟ الأفضل أن تقولي لديها يعض الالتزام لأن ما وقعت فيه يدل على أنها لا تعرف كثيراً من أصول الإسلام وثوابته، ولذلك ليس بغريب أن تقع في مثل هذه التصرفات، لأنها أخت من العوام البسطاء الذين لديهم بعض الحرص والحب للدين، ولكن ليسوا جادين في التمسك به.

ثالثاً: أول خطأ وقعت فيه الأخت ابتداء قبولها لرجل أهمية الدين لديه ضعيفة؛ لأنه في غالب الأحوال سوف يؤثر عليها وهذه طبيعة الرجال إلا إذا كانت قوية الشخصية -ونسأله تعالى أن تكون كذلك- فإن بمقدورها أن تؤثر فيه وتعينه علي طاعة الله ورسوله، ومثل هذا الزوج غالباً لا يفرح به، ولكن قدر الله وما شاء فعل.

رابعا: موضوع تبرجها وتصويرها معه واحتفاظه بصورها هذه أخطاؤها تتحملها وحدها، لمخالفها شرع الله، فإن كانت تكره ذلك فسيغفر الله لها على قدر ضعفها ومقاومتها، وإن كانت راغبة ومطاوعة فيجب عليها أن تسرع بالتوبة، وأن تسارع بتصحيح تلك الأخطاء، وبعدم مصافحته باليد، أو الخلوة به، أو الظهور أمامه بصورة غير شرعية.

خامسا: موضوع المكالمات الهاتفية، من المعلوم أن الخطبة ليست عقدا شرعيا، وأنه يعتبر أجنبياً عنها وهي كذلك، ولذلك ذكرت أن الذي فعلته معه مما سبق لا يجور شرعا، كذلك التحادث بالهاتف إذ يمكن لهذا الأخ أن يتحادث مع أهلها بعدا عن أي إشكال قد يحدث مستقبلا لا قدر الله، وإذا حصل كلام بينها وبينه مما تدعو إليه الحاجة والضرورة، فيجب عليها أن تبتعد عن الخضوع بالقول، والكلام الذي لا يجوز خلال هذه الفترة، وليجتنبا ما لا يليق من الكلام والحركات والعبارات والإشارات، لأنها كما ذكرت أجنبية عنه، لذلك ذهب بعض العلماء إلى أن ترك الكلام أولى، خاصة وأن الكلام قد يتطور ويؤدي إلى ما حرم الله، خصوصاً وأن نفس كل واحد منهما تميل إلى الآخر مع كثرة الكلام ونوعه، وأنت ذكرت أنها تصلي ركعتين بعد كل محادثة بنية الاستغفار، فيفهم من هذا أن الكلام خرج عن الطبيعي العادي إلى نوع خاص من الكلام، لذا أنصحها بأن تتوقف عن الكلام مطلقاً، أو تقلل منه قدر الاستطاعة، ولكن في حدود الشرع، وعدم السماح له بالحديث العاطفي الذي قد يؤثر علي دينها، وميلها إليه، مما يؤدي بدوره إلى حدوث ما تخافين منه من ضعف دينها، ولتحاول هي وأهلها قدر الاستطاعه الإسراع بعقد الزواج والدخول، أو الاعتذار للرجل بعدم الرغبة في مواصلة هذا الحديث عبر الهاتف الا في حدود الضرورة، وإذا كان هناك داع مهم، وأن تكون زياراته للأسرة بحضور الجميع، وأن يكون الكلام بالهاتف نفسه أمام الجميع، وليس بعيداً عنهم حتى تحمي نفسها من الكلام الذي لا ينبغي خلال هذه الفترة.

مع تمنياتنا لها بالتوفيق

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً