الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التخلص من الوساوس والأفكار التي تأتي في الصلاة

السؤال

أنا أول مرة أشترك في موقعكم، وأنا لا أثق أن أتكلم مع أحد في أي موضوع، فأنا لا أستأمن أحداً في أن أقول له شيئاً في أي موضوع، ولكني شاهدت الموقع على جريدة، ونوعاً ما انتابني الفضول، كي أتأكد أن هذا صحيح في أنه يمكن لأحد مساعدتي؟! وأنا من النوع التي لا أثق في أحد، فهل يمكنكم المساعدة فعلاً؟!

أريد منكم أن تساعدوني! أنا كنت أصلي، والآن لا أصلي، كنت ملتزمة في الصلاة كثيراً، مع متابعة من أختي، ولكني تزوجت وخرجت، وكلما أكون في الصلاة لا أركز فيها، وتدور في ذهني أمور كثيرة تمنعني من الصلاة.
وأنا من نوعية عصبية جداً، عندما أريد أن أصلي وأكون في الصلاة لا أعرف ماذا أفعل؟ وألخبط في الصلاة كثيراً، وبعدها قررت عدم الصلاة! وبدأت قطع الصلاة، وقالوا لي: عدم صلاتك خير من صلاتك هذه.

فهل يمكنكم مساعدتي على الصلاة؟ وتكون نية في قلبي أن أصلي لكن يحدث أي أمر يمنعني عن الصلاة، وأنا أريد فعلاً أن أصلي، والأمور التي تخطر في بالي وقت الصلاة سيئة.

فأرجو منكم أن تساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دعاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، وإن كنا نختلف معك بداية في شعورك السلبي تجاه الآخرين دون احتكاك مسبق، ونسأل جل وعلا أن يعينك على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يحبب إليك الصلاة وأن يعينك عليها.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فكما ذكرت لك في المقدمة أن مسألة فقدان الثقة في الناس دون سابقة تعامل، أو وجود قرينة قوية، أو موقف واضح يؤدي إلى ذلك، أقول: إن هذا الموقف ليس صحيحاً، ولا يتفق مع شرع الله الذي أمرنا بحسن الظن بالمسلمين، وفرضا لو حدث لك موقف مع شخص معين، فإن الإنصاف والشرع يقتضي عدم التعميم على الجميع، فأصابعك في يديك، وليست كلها متساوية، فكيف بالناس.

معذرة هذه مسألة جانبية وخارج سؤالك، إلا أنها مهمة جداً، من باب الأمانة أحببت أن أوضحها لك؛ لأن وجودها خطر عليك في الدنيا والآخرة، فحاولي التخلص من هذه العادة السيئة، وإذا حدث أي موقف سلبي فلا تعممي الحكم على الجميع، حتى لا تكوني ظالمة أو جاحدة، وإنما كل شيء على قدره فقط.

وأما بخصوص الصلاة فالواضح أن محافظتك عليها في صغرك كانت قليلة، ولم يكن هناك من يحثك أو يساعدك عليها بطريقة منتظمة، أو أنها لم تكن محل اهتمام الأسرة، ولذلك لم تكن مهمة بالنسبة لك وأنت صغيرة؛ لأن الأهمية تنتقل إلينا من الأسرة، فالمهم عند الأسرة عادة ما يكون مهما عند الأفراد.

ولعلاج هذه الحالة والخروج منها أحب أن أقول لك: ابنتي دعاء! أنت الوحيدة القادرة على مساعدة نفسك، فعليك أولاً: أن تقرري أن تصلي، وأن تحترمي قرارك، وأن تحافظي عليه، وأعتقد أنك قوية الشخصية، ومن علامات قوة الشخصية عدم التراجع عن القرارات المصيرية الصحيحة، بل والمقاومة في سبيل تحققها والثبات عليها.

ثانياً: حددي البداية من مجرد قراءتك لهذه الرسالة بأن تقومي فوراً بالوضوء، ثم الصلاة.
ثالثاً: لا تلتفي لما يمر بخاطرك في الصلاة من وساوس وأفكار، فهذه كلها حرب يشنها عليك الشيطان؛ حتى يمنعك من الصلاة، صل مهما كانت الأفكار ومهما كان سوؤها، فهذا شيء طبيعي جداً بالنسبة لأمثالك، حيث يريد الشيطان أن يصرفك عن الصلاة بأي وسيلة ممكنة، وهذه أحد أسلحته القذرة.

رابعاً: ألزمي نفسك بالصلاة في أوقاتها، واطلبي من زوجك مساعدتك في ذلك، ولو أن يصلي معك بعض الفروض في المنزل.

خامساً: الصلاة ركن من أهم أركان الإسلام، لا يصح الإسلام بدونها، وتاركها على خطر عظيم، ومن أشد الناس عذاباً يقوم القيامة، فلم لا تنقذين نفسك.

سادساً: اسمعي بعض الأشرطة، أو اقرأي بعض المطويات أو الكتيبات التي تشعرك بأهمية الصلاة، وأكثري من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وعليك بالإكثار من الدعاء، أن يعينك الله على المواظبة عليها.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً