الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الرهاب الاجتماعي وافتقاد التركيز، أفيدوني.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عمري 31، متزوج ولدي أطفال، أعاني من اضطراب نفسي، حيث أن لدي ضعفاً شديداً في ذاكرتي، وتخذلني أكثر الأوقات، ولدي تشتت ذهني وعدم تركيز، حيث أنني دائماً أجلس مع الناس وهم يتحدثون وأنا أفكر في موضوع آخر، وكذلك قلة ثقتي بنفسي، علماً أن لدي أيضاً الرهاب الاجتماعي، حيث أتلعثم وأتصبب عرقاً، وأخجل بشدة، وهذا يؤثر على حياتي العملية، حيث بسببه أتخوف من التعامل مع الناس، ولهذا فصداقاتي قليلة جداً وبحذر شديد، ومعزول عن الحياة.

أتمنى حياةً طبيعية، فأنا أحس أنني مختلف عن الناس، ولا أنكر أنني أكثر من مرة فكرت بالانتحار، لكني أخاف الموت، لذا أرجو مساعدتي وإفادتي بما يناسبني من حلول.

شكراً لكم، وأقدر تعاونكم معنا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ تركي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لاشك أن افتقاد التركيز الذي تُعاني منه يتصل اتصالاً وثيقاً بالحالة النفسية التي تعانيها، والتي تتمثل في وجود التوتر القلقي، والرهاب الاجتماعي، ودرجة بسيطة من الكدر، وهي التي دفعتك للتفكير في الانتحار.

أيها الفاضل الكريم: هنالك أسباب عضوية قد تؤدي إلى ضعف التركيز، ومن هذه الأسباب العضوية ضعف إفراز الغدة الدرقية، أو ضعف مستوى فيتامين (ب 12) في الدم، لذا أريدك أن تقوم بإجراء هذه الفحوصات؛ وذلك فقط من أجل الاطمئنان، ولكن بصفة عامة حالتك حالة نفسية بسيطة، وتُعالج -إن شاء الله تعالى- عن طريق الأدوية وبعض الإرشادات السلوكية.

من أفضل الأدوية التي تُفيد في حالتك العقار الذي يعرف باسم زويركسات، والجرعة المطلوبة هي أن تبدأ بتناول الدواء بجرعة حبة واحدة ليلاً، بعد شهر اجعلها حبة ونصف، وقوة الحبة هي (20) مليجرام، واستمر على الحبة والنصف، أي (30) مليجرام يومياً لمدة شهر، ثم بعد ذلك اجعلها حبتين في اليوم، وهذه هي الجرعة العلاجية، ويمكنك أن تتناولها بمعدل حبة في الصباح وحبة في المساء، واستمر عليها لمدة ستة أشهر، بعدها خفضها إلى حبة ونصف يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها حبة واحدة يومياً لمدة ستة أشهر، ثم نصف حبة يومياً لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء، والزيروكسات من الأدوية الفاعلة والممتازة والسلمية، والتي أسأل الله تعالى أن ينفعك بها.

فيما يخص العلاج السلوكي، من المهم جداً -أخي الكريم- أن تمارس أي نوع من التمارين الرياضية، مثل رياضة المشي أو الجري، فهي مفيدة ومحسنة للذاكرة.

وعليك أيضاً أن تأخذ قسطاً كافياً من الراحة، فهذا أيضاً يؤدي إلى ترميم كامل في خلايا الدماغ، مما يحسن من التركيز.

وحاول أن تقرأ مواضيع مختلفة، وأهم القراءات قراءة القرآن الكريم بتدبر وتمعن وتأمل، فهي تحسن من الذاكرة كثيراً، ويمكنك أيضاً مراجعة هذه الاستشارات (226145 _264551).

وأخيراً أقول لك: يجب أن تقهر الرهاب الاجتماعي بالمواجهة والإصرار على المواجهة، وتطوير المهارات الاجتماعية، ولا شك أن الدواء سوف يُساعدك كثيراً في التخلص من الرهبة، ولكن يجب أن تنطلق سلوكياً ًحتى تكتمل الصورة العلاجية.

التفكير في الانتحار تفكير بغيض، وهو لا يفيد في شيء، وأنت لك أشياء طيبة وحلوة وجميلة في الحياة يجب أن تعيش من أجلها، واعلم أخي الكريم أن الله هو المعطي وهو الآخذ لحياة الناس، وأنت مسلم، وتذكر أن مثل هذه الأفكار هي أفكار شيطانية شريرة بغيضة، نسأل الله أن يخلصك منها.

أشكر لك التواصل مع إسلام ويب، وأسأل الله العافية والشفاء، والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً