الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من وهم الغثيان ..فكيف الخلاص منه؟

السؤال

أنا طالب في كلية الهندسة بمعدل عال - الحمد لله - منذ سنة تقريباً أو سنة ونصف وأنا أعاني من أوهام بالغثيان، والرغبة في الاستفراغ -أكرمكم الله- أصاب بها أثناء الاختبار، وبعدها أصبحت تصاحبني في فترة ما قبل الاختبارات، وفي الأماكن المزدحمة، ولحظة التحسس لهذا الشعور أصاب به تلقائياً، مع العلم أنني لم أستفرغ قط من هذا الإحساس، إلا أنني أصاب ببرود في الأطراف، وتعرق كثيف يتصبب من جسمي كاملاً، مع التشتت وعدم الانتباه.

أرجوك ساعدني، فأنا متأكد أنه وهم، لكن كيف المخرج؟ أرجوكم لا أريد أن تزداد الحالة سوءاً مع الأوهام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نواف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فالشك حول الغثيان هو سلوك مكتسب، وفي بعض الأحيان يحمل سمة الوساوس، وفي أحيان أخرى يحمل صفات الخوف من المرض، وفي حالتك من الواضح أنه مرتبط بالقلق النفسي؛ لأن هذا الشعور بالغثيان يأتيك متزامناً مع الضغوط النفسية، مثل فترة ما قبل الاختبارات، وكذلك في الأماكن المزدحمة.

هنالك متغيرات فسيولوجية واضحة، وهي أنك تصاب ببرود في الأطراف وتعرق كثيف في الجسم، وهذا تأكيد قاطع على ما يحدث للجهاز السبمثاوي، وهذه التغيرات تغيرات فسيولوجية طبيعية تكون مصاحبة للقلق.

هذا الشرح البسيط لحالتك أرجو أن يساعدك، والذي أريد أن أصل إليه أن هذه الحالة بسيطة وليست خطيرة، والأمور في مثل هذا النوع تعالج بالتجاهل، وفي نفس الوقت تحاول جاهداً أن تقنع ذاتك أن هذه الفكرة فكرة قلقية وسواسية، يجب أن لا تعطيها أي نوع من الاعتبار وتعيش حياة بصورة منضبطة.

الحالة أيضاً تحتاج إلى العلاج الدوائي؛ لأن الجانب القلقي والوسواسي واضح فيها جداً، والدواء الأفضل والأحسن لحالتك هو الدواء الذي يعرف باسم زولفت (Zoloft ) وأيضاً اسمه لسترال (Lustral) واسمه العلمي هو سيرترالين (Sertraline) وجرعة السيرترالين هي (25) مليجراما، أي نصف حبة من الجرعة التي تحتوي على (50) مليجراما، تناولها يومياً بعد الأكل لمدة عشرة أيام، وبعد ذلك ارفعها إلى حبة كاملة وتناولها ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى نصف حبة ليلاً لمدة شهرين، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء، وهذا الدواء من الأدوية الفعالة والسليمة والممتازة جداً لعلاج الخوف في الأماكن المزدحمة وكذلك الأعراض الفسيولوجية التي تحدث عنها - وإن شاء الله تعالى - ينتهي هذا الوسواس حول الغثيان.

اجعل حياتك حياة نشطة مفعمة بالإيجابيات، ونظم وقتك بصورة صحيحة، واجتهد في دراستك، وعليك بالصحبة الطيبة.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً