الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شكلي لا يعجبني بسبب السمنة ويشعرني بالفشل، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أكتب إليكم استشارتي هذه، وأرجو من الله أن يتسع صدركم لقراءة كلامي الغير مرتب، فأنا حالياً مرتبك، وأفكاري مبعثرة.

المشكلة يمكن أن تكون تافهة من وجهة نظر الكثير لكنها بالنسبة لي كبرت حتى كأنها جبل، هي ببساطة بسبب وزني وشكل جسمي الذي لا أرضى عنه.

أعاني من حساسية الصدر، والربو منذ صغري، كنت أتعالج بالكورتيزون لفترة مما أدى لزيادة وزني ليس بسبب الكورتيزون ولكن بسبب الكسل أيضاً، فأنا لا أستطيع الركض أو ممارسة الرياضة بسبب أنها تؤدي إلى إثارة تلك الأزمة لأصاب بنوبة سعال حاد، وضعف، وقلة حيلة.

استمر وزني، وطريقة حياتي على هذه الحالة، وللأسف كان هذا يثير التعليقات مما يؤدي إلى إحباطي، وإحساسي بالفشل في كل الجوانب، بالرغم من أنني أزعم أن هذا ليس بصحيح، فأنا أنجح في دراستي بتفوق، وأحفظ القرآن، وبعد الصف الأول الثانوي هدأت الأزمة قليلاً، واستطعت أن أنزل وزني وأحسن شكل جسمي بالرياضة والنظام الغذائي.

في الصف الثالث الثانوي زاد وزني بسبب جلوسي في البيت للمذاكرة، وقلة حركتي، لكن في الإجازة، وبعد أن أنهيت المرحلة الثانوية بنجاح، وحققت أمل والدي بالدخول لكلية عملية تعتبر مميزة استطعت بالرياضة وقليل من الريجيم أن أخفض وزني، وأحسن شكل جسمي مرة أخرى.

أتحدث الآن عن المرة الأخيرة: في سنة 2010 وتحديداً في شهر 10 جاءتني نوبة حادة من الربو تعالجت بالكورتيزون، وتحديداً البيتاميثازون، بالإضافة لأدوية أخرى، شفيت بعدها، ثم عاودتني الأزمة مرة أخرى شهر 1 سنة 2011 ، وكان وقت امتحاناتي تعالجت أيضاً بالبيتاميثازون والبردنوزولين.

كان وزني قبل الأزمتين 80 ، وطولي 171 ،وكان شكلي متناسق جداً.

بعد الأزمة زاد وزني لـ 95 كيلوجرام .

ومنذ ذلك الوقت، وأنا أحاول تخسيس وزني، وتحسين شكلي بشتى الطرق، وللأسف وزني يتناقص ببطء، ولذا أصاب بالإحباط ولا أكمل.

هذه الزيادة الأخيرة وعدم النقص أو الرجوع من وزني أدت إلى شعوري بالإحباط، وبأنني إنسان فاشل ، ولا أخفي عليكم راودتني فكرة التخلص من الحياة، والعياذ بالله لكن كنت أردها.

أحياناً أعبس في وجوه الناس.

أيضاً لا أريد الذهاب لأخصائي التغذية أو الطبيب، لا أريد تناول الأورليستات أو أي أدوية أخرى للتخسيس؛ لأنني في العام المنصرم تناولت مضادات حيوية وأدوية كثيرة بسبب أزمات الربو، والتهاب الحلق وكل هذا.

حتى أن البعض يسخر مني عندما أمرض، ويقول أنني شخص سريع المرض، ولا أستطيع تحمله.

بالإضافة لتجربة قريبة لي مع الأورليستات فهي ماتت بسببه وبسبب الريجيم القاسي جداً الذي وصفه طبيبها الذي أعطاها كل ذلك دون إجراء تحاليل على وظائف الجسم أو الكبد، وفجأة أصبت بهبوط حاد وشيء لا أذكره في مخها وماتت -رحمها الله-.

الآن رغم نجاحي في سنوات دراستي إلا أنني لا أشعر به بسبب شكل جسمي، أصبحت أكثر عصبية مع الجميع بما فيهم أسرتي.

أرجو من سيادتكم أن توجهوني للحل الصحيح، فقد قارب صبري على النفاذ، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فواضح من سؤالك رغبتك بأن ينزل وزنك، وفي تغيير شكلك، وخاصة أنه في مثل سنك يؤثر على النفسية، ولذا عليك أن تعمل الكثير حتى تصل إلى مبتغاك إن شاء الله.

هناك عدة أمور يجب أن تعلمها، وهي أن الأمر وإن أخذ وقتا طويلا إلا أنه هذه الطريقة المفضلة؛ لأن الجسم يتأقلم مع التغيير البطيء أكثر ما يتأقلم مع التغيير السريع، ويفضل دائما تنزيل الوزن ببطء حتى تعود الأنسجة المتمددة إلى ما كانت عليه، إلا أنه يجب أن تعلم أن الأنسجة التي تمددت من فترة طويلة قد لا تعود إلى وضعها، ولذا فإنه قد يحصل ترهل، وعليك بأمور ثلاث يجب أن تعمل عليها:

- التخفيف من الطعام، وهذا من الأمور المهمة لأنه إن أردت تنزيل الوزن يجب أن تكون كمية الطاقة الداخلة إلى الجسم خفيفة، ويفضل تقسيم الوجبات إلى خمس وجبات صغيرة بدلاً من وجبات ثلاث حتى لا يشعر الجسم بالجوع، وعند الجوع تتناول الخضار.

- المشي مهم جدا لأنه يحرق الطاقة، وعليك بالمشي ببطء في البداية حتى يتعود جسمك على المشي، وبعدها تمشي كل يوم أو على الأقل خمس مرات في الأسبوع.

- تمارين للبطن وذلك لتقوية عضلات البطن، وتمارين أيضا للصدر وإمكان الترهلات لأن هذه تقوي العضلات.

ويجب ألا ينفذ صبرك؛ لأن قوة الإرادة والعزيمة مطلوبات جدا منك؛ لأنها تحتاج لوقت طويل، وبالتالي فإن أول شيء يجب عمله هو تقوية إرادتك لأنك تسعى لشيء ليس بالسهل ويحتاج لصبر ووقت حتى لا تتوقف في منتصف الطريق، ثم تعود إلى الزاوية التي بدأت منها.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية نوضاء المطيري

    الله يشفيك ويشفيني وزني زايد من زمان وزاد وزاد الطين بله بعد ادويتي النفسيه والاكتئاب احمدي ربك فيه اوزانهم 300 الله يشفي كل مريض

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً