الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خيالي الواسع أثر على عقلي الباطن.

السؤال

السلام عليكم

مشكلتي بدأت منذ كنت في سن 15 عاما، حيث بدأت أقرأ روايات غرامية فيها نوع من الإباحية، المشكلة هي أن خيالي الواسع، حيث كنت دائما أحاول تقمص دور البطلة حتى كأنني أنا هي، وأحس بنفس الأحاسيس الغرامية المذكورة في الرواية.

كنت أفعل هذا دائما قبل النوم، و أنا الآن أعاني من هذا الخيال كثيرا، بل كلما رأيت تقريبا موقفا يسرني أتخيله وأضع نفسي مكانه حتى كأنني تماما الشخص المقصود، فأنا تخيلت بأنني مهندسة ناجحة لأنني قرأت رواية كانت البطلة فيها مهندسة، وتخيلت أني طبيبة وكأن لي حياة تماما في خيالي أعيشها كل يوم، بل تخيلت أني امرأة متزوجة ولي أبناء.

في الآونة الأخيرة بدأت أخاف من هذا الخيال، وأخاف أن يسيطر علي سيطرة تامة، لقد بدأت منذ حوالي 4 أشهر أحلم في منامي بأشياء غريبة، كل يوم أحلم بحلم طويل ومختلف، فعلمت أن عقلي الباطن قد تأثر بما أتخيله يوميا.

في البداية كنت أتقمص دور البطلة فقط، ثم بدأت أتخيل نفسي أنا وأن لي حياة أخرى، وأنني بارعة في الفيزياء، بل إنني أتخيل أن لي حبيبا وأنني انفصلت عنه، كل هذا في خيالي لا شيء حدث معي في الواقع.

في الآونة الأخيرة أصبح دماغي في نشاط دائم كل ما مر موقف أتخيل نفسي فيه، كما أن ذاكرتي قويت كثيرا، ولأنني أريد أن أتخلى عن هذه الخيالات بدأت أمنع نفسي من فترة بسيطة أن أسرح في الخيال وقد نجحت بحمد الله أن أتخلص 90% من هذه الخيالات، فكلما مر بي موقف أقول لنفسي كفى، هذا ليس حقيقي و قد نجح الأمر، إلا أنني لم أتخلص منه نهائيا، فأحيانا أنسى وأتخيل.

كما أن نشاط دماغي لم يخف، وذاكرتي ازدادت قوة، ومع أنني حاولت منع هذه الخيالات إلا أن الأحلام التي أراها يوميا لم تتوقف، كما أن معدل ذكائي قد ازداد أو سرعة البديهة لدي.

أرجوكم ساعدوني هل أنا مريضة نفسيا، وما علاجي دون أن ألجأ إلى طبيب نفسي، وأهم شيء هل هذا يعني أنني مريضة نفسيا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نوال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك السؤال، واطمئني، فلا أنت بالمريضة النفسية، ولا أنت في حاجة لزيارة عيادة الطبيب النفسي.

كلنا يقرأ ويتخيّل، وإن كان بعضنا أكثر من بعض، ويبقى هذا من الأمور الطبيعية.

لكن أحيانا يسرح الواحد منا بخيالاته وأحلامه حتى يذهب بعيدا عن واقعه، وهنا قد تحدث مشكلة نفسية، ولم أقل مرض نفسي، وإنما مجرد مشكلة نفسية أو تحد، وبحيث تبدأ هذه المشكلة بالتأثير على الجوانب المخلفة لحياتنا، ويبدأ هذا يأخذ الوقت من الواجبات الأخرى.

ويبدو أنك قد بدأت، ونجحت لحدّ كبير في تحديد الوقت الذي تسرحين فيه بخيالاتك المختلفة، والنجاح 90% حقيقة أفضل من الممتاز، فهناك الكثير من العلاجات الطبية الناجحة، قد يصل نجاحها، بالرغم من نجاحها، إلا أنها قد لا تصل لهذه النسبة من 90%، ومن الطبيعي أيضا أن تخفّ هذه الخيالات لبعض الوقت، ومن ثم تنشط من جديد، وربما أقوى من السابق.

ومما يمكن أن يعين أن تكتبي برنامجا يوميا أو أسبوعيا، تخصصين فيه وقتا محددا لمثل هذه الخيالات، فيمكن مثلا أن تخصصي نصف ساعة في اليوم لمثل هذه الخيالات، ولك أن تسميها "وقت الخيال" والأمل أن تلاحظي، مع بعض الوقت، أن تحكمك في هذه الخيالات أصبح أقوى من الفترة السابقة، وقد تصلين لحدّ يمكنك من تحديد وقت بداية هذا الخيال، وأن تحددي وقت انتهاء هذه الفترة للخيالات التي سمحتها لنفسك.

يسّر الله لك، وأرجو أن نسمع منك أخبارك الطيبة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً