الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما معنى الفراسة؟ وكيف أتحلى بها؟

السؤال

السلام عليكم.

ما معنى الفراسة؟ وكيف أتحلى بها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو بكر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأهلا بك أخي الحبيب في موقعك إسلام ويب, ونحن سعداء بتواصلك معنا, ونسأل الله أن يبارك فيك, وأن يحفظك, وأن يرزقنا وإياك الإخلاص والقبول.

وبخصوص ما سألت عنه عن معنى الفراسة وكيفية التحلى بها؛ فاعلم بارك الله فيك أن الفِراسة مأخوذة من التفرس بالشيء، وهي خاطر يهجم على القلب، ويَثِب عليه وُثُوبَ الأسد على فريسته.

وتعرف الفراسة اصطلاحا على أنها: الاستدلال بالأحوال الظاهرة في الجسد (أشكال وألوان وأعضاء) على الأحوال الباطنة، وقد أشار القرآن والسنة إلى ذلك، ففي القرآن قال تعالى " تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ " البقرة (273) وقال سبحانه: "إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ " الحجر(75), وقال تعالى: "... يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام".

وقد قال صلى الله عليه وسلم: " اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله " وقال الإمام علي رضي الله عنه: " ما اضمر أحدا شيئا إلا ظهرت في فلتات لسانه وصفحات وجهه", وقد قسَّم ابن الأثير الفراسة إلى قسمين:

- الأول: ما دل ظاهر هذا الحديث عليه: " اتقوا فراسة المؤمن"، وهو ما يوقعه الله تعالى في قلوب أوليائه؛ فيعلمون أحوال بعض الناس بنوع من الكرامات, وإصابة الظن والحدس.

- الثاني نوع يتعلم بالدلائل, والتجارب, والخلق, والأخلاق, فتعرف به أحوال الناس.أ.هـ.

وقال المناوي: "اتقوا فراسة المؤمن، أي اطلاعه على ما في الضمائر بسواطع أنوار أشرقت في قلبه؛ فتجلت له بها الحقائق، فإنه ينظر بنور الله؛ أي يبصر بعين قلبه المشرق بنور الله تعالى".

ومن القصص المشهورة في الفراسة ما ذكره الحاكم عن قتيبة قال: رأيت محمد بن الحسن والشافعي قاعدين بفناء الكعبة؛ فمر رجل فقال أحدهما لصاحبه: تعال حتى نزكن -أي نتفرس- على هذا الآتي؛ أي حرفة معه؟ فقال أحدهما: خياط، وقال الآخر: نجار، فبعثا إليه فسألاه؛ فقال: كنت خياطاً وأنا اليوم نجار!!

وأما كيفية الحصول عليها فتعمد على ثلاثة أمور:

1- كثرة القراءة فإنما العلم بالتعلم.

2- كثرة التعبد لله عز وجل, فالمؤمن يرى بنور الله عز وجل, وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن للمؤمن فراسة.

3- الجلوس مع أهل الحكمة والعلماء.

نسأل الله أن يوفقك لكل خير, وأن ييسر لك الأمر حيث كان, وأن يرضيك به.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • تركيا بدون اسم

    حلو

  • المغرب حسن

    جزاك الله خيرا

  • ليبيا سيف

    بارك الله فيك

  • رومانيا راما

    جميل معلومة جديده

  • تركيا محمود

    جزاك الله خيرا

  • عبد الجبار

    بارك الله فيك

  • مريم النايلي

    جزاك الله خير وَبَارِكْ الله فيك

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً