الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صديقي ترك كثيرا من الصلوات تكاسلاً.. فما الواجب في حقه؟

السؤال

صديقي كنت أتناقش معه، وهو يقول لي أنه كان لا يصلي كسلاً، وقلت له هكذا أنت كافر وتتوب، قال لي أنا متيقن بوجوبها، وكنت دائماً أضع في بالي أنه سيأتي يوم وسأقضيها، وكان يتركها للنوم أو للكسل، فهل هذا كافر يتوب ولا يقضي أم أنه يقضي؟

حيث إنه يقول لي له 15 سنة لا يعلم كم فاته، ربما فاته الكثير جداً جداً، فما الحل أرجوكم! وإن كان هذا باب لغير الفتاوى لكني أرجو المساعدة؛ لأن صاحبي الآن لا يعلم هل هو كافر أم مسلم؟ هل يتوب فقط أم يقضي جميع الصلوات؟ ولو سيقضيها
يقول يجب أن يصلي صلوات الـ 15 سنة؛ لأنه لا يعلم كم كان يصلي فيها!

أرجوكم ساعدونا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فمرحبًا بك أيها الأخ الحبيب في استشارات إسلام ويب.
لا شك أن ترك الصلاة من أعظم الذنوب بعد الكفر بالله تعالى، هذا إن تركها كسلاً وكان مقرًّا بوجوبها -كما هو حال صاحبك فيما ذكرتَ- فعلى هذا الأخ أن يسارع بالتوبة إلى الله تبارك وتعالى بالندم على ما كان منه، والعزم على ألا يرجع إليه في المستقبل، والقيام بالصلاة في الحال.

وأما ما كان عليه من صلوات فيما مضى فإن الأحوط له والأولى أن يقضي ما فاته من الصلوات، فإن كان يعلم عددها فذاك، وإن لم يكن يعلم العدد فيجتهد ويتحرى بقدر الاستطاعة، ثم يصلي ما يغلب على ظنه براءة ذمته به، وهذا القضاء محل خلاف بين العلماء في وجوبه، فأكثر العلماء ومنهم المذاهب الأربعة يقولون بوجوب القضاء وإن كثر، وبعض أهل العلم يرون بأن من تاب من تركه للصلاة عامدًا لا قضاء عليه، وإنما ينبغي أن يُكثر من النوافل، وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى – ووافقه عليه تلميذه ابن القيم وجماعة من أهل العلم، ولا حرج على هذا الأخ في أن يأخذ بهذا القول إذا رأى في ذلك مشقة عليه أو كان ذلك سيحول بينه وبين التوبة، فيكثر من الأعمال الصالحة ولاسيما الصلاة، ويجتهد في تحسين العلاقة بربه باجتناب ما حرم الله تعالى عليه، والقيام بما أمره به، مع إحسان الظن بالله تعالى، بأن يغفر له ويمحو ذنبه.

ونحن ننصحه بأن يجتهد بقدر الاستطاعة في قضاء ما عليه إن كان يقدر على ذلك، فذلك هو الأحوط والأبرأ لذمته.

نسأل الله تعالى أن يتوب على العصاة من أمة محمد أجمعين.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً