الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الخجل عند لقاء الناس، ما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب عشت طفولة خجولة، وأستحيي من أي أمر، حتى لو كان طلب دورة المياه من الأستاذ، إلى أن كبرت ودخلت الثانوية، وأنا على هذا الأمر، لكنه خف قليلاً الخجل.

أنا ثاني سنة في الهندسة، لكن ما زال الخجل يسيطر علي، وأصبحت لا أخرج من البيت نهائياً إلا إذا ذهبت للجامعة، قبل فترة ليست ببعيدة ذهبت أنا ووالدي إلى لندن، وهنا تفاجأ والدي بالأمر، فقد شاهدني أحب الخروج وأحب طلب أشياء منه، هو تفاءل وقال: لقد زال عنك الخجل وحب البيت، وأصبحت تحب الخروج من الفندق! ولكن ما لبث الأمر حين رجعنا إلى مكة أن عاد الحال إلى ما كان عليه، فأصبحت لا أطيق الخروج من البيت، وأشرد من مقابلة الناس، وتأتيني خيالات عند مواجهة الناس، لا أعلم ما السبب؟!

أرجو فهم هذه الحالة مني، خصوصاً أني لا أجيد التعبير.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكراً لك على الكتابة إلينا.

إن الكثير مما ذكرت متعلق بموضوع الخجل أو الرهاب أو الخوف الاجتماعي، حيث تجد صعوبة في الحديث مع الناس عندما تريد أن تطلب منهم شيئاً ما، وخاصة الغرباء، مع ما يرافق هذا من الأعراض الجسدية الكثيرة والتي لم ترد في سؤالك، كالارتباك والقلق والتنميل وضعف التركيز في فهم ما يُقال لك، وبالتالي عدم الرغبة في الطلب أو في الخروج أصلاً من البيت.

يبدو أن هذا يحصل معك في مدينتك، بينما عندما تسافر لبلد آخر تشعر بشيء من الانطلاق والحرية من هذا الخجل، وليس هذا بالغريب على مثل هذه الحالات، وهي تحدث كثيراً عند المصابين بالخجل الاجتماعي.

بسبب كل هذا فأنت لا تشعر ربما بالثقة الكبيرة في نفسك، مما يجعلك لا ترتاح للاجتماع والتعامل مع الآخرين، وحتى ربما أفراد أسرتك، فتهرب من كل هذا الواقع الصعب بكثرة الخيالات التي ذكرت في سؤالك، مما يزيد في الابتعاد عن الواقع.

فما العمل الآن؟

إن تجنب لقاء الناس وعدم الحديث معهم أو حتى الخروج من البيت، لا يحل المشكلة، وإنما يجعلها تتفاقم وتشتد، وتزيد في ضعف الثقة بالنفس، فتجد نفسك وقد دخلت دائرة معيبة، ولذلك عليك العودة للقاء الناس والاختلاط بهم، وعدم تجنبهم، وستجد خلال زمن قصير نسبياً أن ثقتك في نفسك أفضل وأفضل، وستجد مقابلة الناس والحديث معهم وطلب الأشياء منهم أسهل بكثير من السابق.

لا بأس أن تقرأ كتاباً أو في النت عن الخجل الاجتماعي هذا، فهذا مما يزيدك قناعة في إمكانية تجاوز هذه الحالة.

حماك الله من كل سوء، ويسّر لك أمورك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً