الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد أن أخطبها لكن أمها مستهترة ولا تطاق!

السؤال

السلام عليكم.

عمري 20 عاما، تعرفت على فتاة، وأصبحنا أصدقاء، ثم صارحنا بعضنا البعض بحبنا، ومنذ زمن قريب طلبت مني أن أخطبها من أهلها كي لا تفعل شيئا خاطئا، لكن المشكلة أني قابلت أمها، وهي سيدة لا تطاق ومستهترة، وغير جديرة بتحمل المسؤولية، وابنتها دائما تشكو لي من أمها المستهترة فأنا محتار، وهذا هو السبب الوحيد أني لا أريد خطبتها، فماذا أفعل؟

أفيدوني، وشكرا مقدما.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ مصطفي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك ابننا الفاضل في الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، وأن يعينك على كل أمر يُرضيه ونشكرك على الاهتمام والسؤال، وندعوك وندعو الفتاة إلى التقيد بأحكام وآداب هذا الشرع، فإن الفتاة لا تزال أجنبية عنك، فينبغي أن تكون العلاقة في حدود الشرع، وتحرص دائمًا على أن تبدأ هذه الأمور بغطاء شرعي، وذلك بإعلان العلاقة وبعلم الأهل بها، وأن يكون هدف العلاقة هدفا شرعيا، وهو الزواج، وأن تكون محكومة بقواعد الشرع.

إذاً بداية ندعوك إلى التوقف عن هذه العلاقة حتى تضعها في إطارها الشرعي، ونتمنى أن تُرسل الوالدة وتُشركها في الأمر، فإن النساء أعرف بالنساء، ونحب أن نذكرك بأنه لا ذنب للفتاة في شراسة أمها، وإن كانت قد تتأثر بها، لكن إذا كانت تشكو من الأم، وكانت الفتاة في دينها جيدة وفي أخلاقها جيدة، وافقت عليها الوالدة، فلا مانع من إكمال المشوار معها، ولكن ينبغي أن تكون الخطوة الأولى هي التوقف عن هذه العلاقة حتى تُوضع في إطارها الصحيح، والخطوة الثانية: إرسال الوالدة تتكلم بطريقة رسمية، فإذا حصل الوفاق والاتفاق وقبلت الوالدة وكانت الفتاة مناسبة، فعند ذلك لا نريد للمسألة أن تطول، (فلم يُرَ للمتحابين مثل النكاح)، وأيضًا العلاقة وفترة الخطبة لا بد أن تكون مضبوطة بضوابط الشرع، فالخطبة ما هي إلا وعد بالزواج لا تُبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها.

نسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يجمع بينكما على الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يزيدك حرصًا، ونكرر ترحيبنا بك في الموقع، ونسأل الله أن يقدر لك ولها الخير، ولا نؤيد فكرة الاستعجال بتركها لأجل أمها، وستستفيد من رأي الوالدة والأخوات، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً