الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أهلي يمنعون زواجي لاتهامهم الخاطب بالبخل

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة أبلغ من العمر (20) عاماً، تقدم لخطبتي شاب ملتزم ومحترم جداً، فاستخرت الله، وشعرت براحة عجيبة، وحينما رأيت الخاطب شعرت بالراحة التي لم أشعر بها سابقاً.

بعد أن حضر الخاطب مع أهله، لإتمام أمور الزواج والاتفاق على المهر، لم يقبل أهله شروط أبي، فاتخذ والدي موقفاً منهم، ومن أسلوبهم في الرفض؛ وبسبب خروجهم من منزلنا بلا اتفاق، بعد ذلك قام الشاب بمهاتفة أبي، وأخبره بأنه مستعد لدفع المبلغ كاملاً، لكن والدي رفض، ولم يعط الخاطب أي فرصة، واتهمه بالبخل.

ما زال الشاب يحاول إرضاء أبي، علماً بأنه تحدث مع أخي، ولكنه رفض، متهماً الشاب بالبخل، أشعر بالتعب من هذا الموضوع، وأريد إقناع أبي، انصحوني ماذا أفعل، وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك في موقعك "إسلام ويب"، وإنَّا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدِّر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوصِ ما تفضلت بالحديث عنه، فاعلمي - حفظك الله - أننا نتفهم تماماً طبيعة المرحلة التي أنت فيها، وما تفرضه العاطفة على الفتاة في مثل عمرك، وتطلعاتها المشروعة للزواج، وهذه أمور طبيعية، وتمر بها كل فتاة في مثل عمرك، فلا تقلقي، ودعينا نجيبك من خلال ما يلي:

أولاً: نرجو منك أن تطمئني تماماً لقضاء الله، ولا تجزعي، ولا تضطربي، فما قدره الله لك قائم، وخير ما يعينك يثبتك على ذلك هو الإيمان بقضاء الله، وأن الله لا يقضى لعبده إلا الخير، وما يقضيه الله في وقت سيأتي في الوقت الذى حدده الله عز وجل، فلن يعجل بالقدر رجاء، كما لن يؤخره عدم الاهتمام، ويسعك في هذا أن تذكري حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:" فَرَغَ اللَّهَ تَعَالَى مِنْ مَقَادِيرِ الْخَلْقِ ، قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ".

ثانياً: قد يتمنى المرء الشر يحسبه خيراً، ويرفض الخير يحسبه شراً، وهذا بعض قول الله تعالى: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}، وهذا يطمئنك أختنا الفاضلة، فلا تهوني ولا تحزني، ولا تجعلي وساوس الشيطان تتسرب إليك، فلا شك أنه سيعمد إلى حصر الحياة كلها في هذا الشاب، وأن فقده نهاية العالم، كل هذه وساوس الشيطان وأساليبه، فلا تستمعي إليها، واعلمي أن الله لو قدر لك هذا الشاب زوجاً فسيكون، وإن لم يقدر فاعلمي قطعاً أن هذا هو الخير، ولذلك ننصحك أن تكثري من الدعاء لله أن يرزقك الله الزوج الصالح.

ثالثاً: ثقي أن أحرص الناس عليك في الحياة هما والديك، وأحب الأمور إلى الوالدين زواج أولادهم، وخاصة البنات، يظلان يفكران الليل والنهار في هذا الأمر، دون أن يشعر أبناؤهم بهذا، فلا تظني أن المواقف التي سيأخذها الوالد تكون عرضية بلا أساس، لا تظني أن قد يأخذ قراراً بحرمان ابنته من الزواج من شخص ما لأمر طارئ، أو يمكن تجاوزه، بل الوالد يقيس الأمر من كل الزوايا، وهدفه صالح ابنته لا غير.

رابعاً: الوالدان قد خبرا الحياة جيداً، وقد يريان ما لم تري، ولذلك نود منك الجلوس معهما، والاستماع إليها، وعدم الرد على أي مشكلة، بل التدوين والاستماع ، ثم بعد ذلك اجلسي مع نفسك، وناقشي الموضوع بهدوء مع نفسك، ثم إن وجدت إجابات لتلك المشاكل ناقشي فيها والدك، أو اكتبي له رسالة، ونرجو أن تتعاملي مع الوالد على أنه جزء مكمل لك، لا على أنه عقبة في طريق سعادتك.

رابعاً: ثقي في الخاتمة أن قضاء الله هو الخير لك، فلا تعلقي آمالا على من تجهلي حاله، بل اتركي الأمر لله، وما يقضيه الله هو الخير لك.

وأخيراً: أكثري من الدعاء أن يقضى الله لك الخير حيث كان، فالدعاء سهم صائب متى ما رمى به رام صادق، وإنا نسأل الله أن يرزقك الزوج الصالح، والله المستعان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات