الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شقيقتي تعاني من تشتت واكتئاب واضطراب في التفكير، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أختي عمرها 25 سنة، إنسانة طيبة، ومتدينة، وخلوقة جدا، وحساسة، ومتزوجة منذ 4 سنوات، وأم لطفلتين، وتعيش مع زوجها حياة سعيدة جدا، ولا توجد في أسرتنا مشاكل كبيرة.

بدأت مشكلتها قبل شهرين ونصف، حيث بدأت عليها أعراض مثل قلة النوم، وبعدها بأسبوعين، قالت: إنها رأت رؤيا تتكرر عليها فأفزعتها، وهي السبب في قلة نومها، ثم ظهرت عليها أعراض أخرى، مثل أنها تقول: إن زوجها مسحور، وإن الخادمة سحرتهم، وإن زوجها مات، وإن إحدى بناتها حملت بها من حميها عبر الأنابيب، وإن ابنتي أنا ابنتها، وابن أختي الأخرى ابنها، وإن أختي الكبرى تحسدها، وتحب زوجها، مع وجود ظلال، وسماع أصوات ورؤية أشياء لا نراها، مما دفعها أن تقول: إنهم جن وغيره.

تكثر من الصلاة وقراءة القرآن، وتتصرف تصرفات غريبة، مثل سكب الماء على رؤوسنا، وعندها حركة زائدة، لا تستقر في مكان، وتريد المكان نظيفا، ولا تحب العبث بالأكل، وتنفر من أحد إخوتها، وفقدت الاهتمام ببناتها، لكنها تحبهم.

عندها تتشتت في التركيز، واكتئاب، ذهبنا بها إلى الطبيب النفسي، وشخص حالتها باضطراب في التفكير، وأعطاها إبرة لتنظيم التفكير، مقدارها 500، مع حبوب مسكنة للألم، وأصابها شد عضلي وارتخاء في اللسان، لكن زال -الحمد لله-.

ذهبت للموعد بعد أسبوعين، وأعطاها نفس الإبرة، لكن بقوه 1000 لأن الأعراض ما زالت، ووضعها الآن أحسن، لكن الأفكار الضالة ما زالت، أرجو إفادتي مشكورين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ثمار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكر لك اهتمامك بأمر أختك هذه، ونشكر لك الثقة في إسلام ويب.
أيتها الفاضلة الكريمة: الأعراض التي تعاني منها أختك أعراض واضحة وظاهرة جدًّا، وهي تدل أنها تعاني من اضطراب ذهاني، والاضطراب الذهاني يعني اضطرابا عقليا – مع احترامي الشديد لها – والاضطراب بهذه الحدة وهذه الشدة يشبه أمراض الفصام، وما دام شديدًا بهذه الكيفية تكون دائمًا الاستجابة للعلاج ممتازة جدًّا، وهذه بشرى عظيمة، بعكس ما يعتقد الناس.

حدة الأعراض تعني أن الاستجابة للعلاج ستكون ممتازة، بشرط أن يكون هنالك التزام قاطع بالعلاج، ويُعرف أن هؤلاء المرضى لا يلتزمون بالعلاج، إلا إذا وجدوا من يأخذ بأيديهم، ويهتمَّ بأمرهم، ويتأكد أنهم قد تناولوا علاجاتهم، حسب ما وصف الطبيب بالجرعة الموصوفة، والمدة المطلوبة، وهذا -إن شاء الله تعالى- يمنع الانتكاسات تمامًا.

أيتها الفاضلة الكريمة: لا أعرف الإبرة التي أعطاها لها الطبيب، لكن توجد إبر أو حُقن مضادة كثيرة جدًّا، مُضادة للذهانيات من هذا النوع.

الطبيب - جزاه الله خيرًا - بذل جهدًا في أن يحتوي الحالة بصورة علمية، وهذه هي المرحلة العلاجية الأولية، بعد ذلك تنتقل أختك للمرحلة العلاجية الأصلية، ثم بعد ذلك تنتقل إلى المرحلة الوقائية، وهذه كلها لها ترتيبات علاجية يعرفها الأطباء.

فواصلوا مع الطبيب، وفي ذات الوقت أنا سعيد جدًّا أن أختك لديها السند الاجتماعي، هنالك الزوج، هنالك الذرية، فهي إنسان فعّال، والفعالية ووجود المهارات الشخصية دائمًا تُساعد في رد كيد هذا المرض، وأنا متأكد -وبفضل من الله تعالى وبإذنه- أن أختك هذه – حفظها الله – إذا التزمت بالعلاج سترجع لطبيعتها وحالتها، ولن يكون هنالك أي إشكال، وسوف تقوم بواجباتها المنزلية والزوجية، وتعيش حياتها -إن شاء الله تعالى- بكل سعادة، خاصة أن الله تعالى قد رزقها بزوجٍ فاضلٍ ومحترمٍ ومُحبٍّ.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً