الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتوب بعد أن طلبت صديقتي ألا أنظر لصورها فنظرت؟

السؤال

السلام عليكم

صديقتي أعطتني جهازا فيه صورا لها، وقالت لي أمانة لا تنظري إليها، وبعد مدة طويلة فتحت جهازي فوجدت الصور ورأيتها، وأنا حاليا ندمانة أشد الندم، ولا أنام الليل من تأنيب الضمير، ولا أقدر أن أقول لها ذلك، وقد
صليت ركعتين، ودعوت الله أن يغفر لي، ويتوب علي.

سؤالي: هل لا بد أن أقول لها ليغفر ذنبي؟ أم أستر على نفسي؟ ماذا أعمل ليتوب الله علي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Hussa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أختنا العزيزة– في استشارات إسلام ويب.

نشكر لك حرصك على التوبة ممَّا فعلتِ، ونبشِّرك بأن التوبة تجُبُّ ما قبلها، ويمحو الله عز وجل بها الذنب، فقد قال النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم-: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له) فإذا كنت قد نظرت إلى الصور التي ائتمنتك صديقتك عليها، وطلبت منك عدم النظر إليها، فإنك قد وقعت فيما يحرم عليك، ولكن ندمك على ذلك وعزمك على ألا ترجعي إليه مع إقلاعك عنه في الحال؛ يمحو الله عز وجل به الذنب.

والاستحلال في هذه الصورة يكون بطلب المسامحة منها إن لم يكن في هذا الإخبار زيادة مفسدة وضرر أكبر، أما إذا كنت تعلمين بأن إخبارها بذلك سيكون فساده أكثر من صلاحه؛ فإن هذا الإخبار لا فائدة تترتَّب عليه، والعلماء يُصرِّحون بأنه لا يجب إخبار مَن اغتبته إن كان إخباره بذلك سيؤدِّي إلى تألُّمه وحُزنه أكثر ممَّا لو لم تُخبره.

وعليه فإذا كنت تتوقعين وغلب على ظنك أن إخبارك لها سيؤذيها وتتضرر به؛ فإن سترك على نفسك في هذه الحالة، والإكثار من الدعاء لهذه الأخت والاستغفار لها؛ خير من إخبارها.

نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً