الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من عدم التركيز والتوتر وعدم الثقة بالنفس

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الدكتور الفاضل محمد عبد العليم: أرجو وصف علاجٍ لي، لأنه ليس متاحا لي الذهاب إلى دكتور، أنا كنت أستخدم دواء المودابكس منذ سنتين، والحمدلله زال الوسواس، وأنا الآن أتناول نصف حبة كل يومين، والآن أحس بأن ليس له فائدة.

وأعراضي هي: عدم التركيز، والتوتر لدرجة أن الكلام يذهب من ذهني عند الحديث، وعدم الثقة بالنفس.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

أخِي: قطعًا الإنسان يستعيد ثقته بنفسه من خلال أن تكون ثقته مطلقة في الله تعالى، ثم بعد ذلك يثق في مقدراته، ولا تُحقِّر نفسك، والمقدرات التي لديك قد تكون كامنة ومخفية، فلا تُقلل من شأنك –أخِي الكريم– والثقة بالنفس تأتي من خلال الأفعال وليس الأقوال أو حتى المشاعر، أن تفعل، أن تُنتج، أن تكون نافعًا لنفسك ولغيرك، وأن تُنصف نفسك ولا تُحقِّرها، وتُقيِّمها التقييم الصحيح. هذه –أخِي– هي الطريقة الصحيحة.

عدم التركيز والتوتر أيضًا يتم علاجه من خلال تنظيم الحياة وترتيبها، بأن يكون نومك نومًا ليليًا مبكرًا، وأن تُعبِّر عمَّا بداخلك، وأن تمارس الرياضة والتمارين الاسترخائية، وأن تتلوَ القرآن، وأن تتجنب النوم النهاري، وأن تُكثر من الاطلاعات، هذه –أخِي الكريم– علاجات مهمة جدًّا لتحسين التركيز، فأرجو أن تحرص عليها أخِي عمر.

أمَّا بالنسبة للأدوية: أتفق معك أنها تُساعد، الـ (مودابكس Moodapex) عقار جيد، لكن أراك الآن لا تثق في مقدراتك، وأقول لك: انتقل إلى عقار بسيط جدًّا، هو الـ (فافرين Faverin) والذي يعرف علميًا باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine)، وأنت لا تحتاج لجرعة كبيرة منه، توقف عن المودابكس، وابدأ بـ 50 مليجرام من الفافرين، تناولها ليلاً بعد الأكل، استمر عليها لمدة أسبوعين، ثم اجعلها 100 مليجرام ليلاً لمدة 6 أشهر، بعد ذلك ابدأ في تخفيض الدواء بأن تجعل الجرعة 50 مليجرامًا ليلاً لمدة 3 أشهر، ثم 50 مليجرام ليلاً يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناوله.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً