الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الخجل والخوف والرهاب أمام الناس، ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من الخجل والرهاب أمام الناس، ولا أستطيع التحدث أمامهم في مجمع أو أناس كثير، وأنا قليل الكلام جداً مع الناس، فالذي يتكلم معي أكلمه ولا أبادره بالكلام، وكلامي قليل جداً.

أريد التكلم بدون خوف، حتى إني أتنازل عن بعض حقوقي في العمل، ولا أتكلم مع مديري بذلك، ولا أستطيع أن أطلب من مديري شيئاً، حتى إذا أردت أن أستأذن أتردد وأتلعثم وأتكلم بصوت لا يكاد يسمعه المدير!

هذه مشكلة لدي كبيرة، وأخاف وأخجل أن أذهب إلى الحدائق والمطاعم، وأرتبك، وفي السوق أحس كأن الناس كلهم يراقبوني، وأشعر بارتباك وأحياناً أتلفظ على زوجتي، ولا أرتاح إلا إذا خرجت من السوق أو ركبت السيارة.

كما أني كسول جداً، ودائماً أجلس على الجوال بالساعات الطوال، رغم إلحاح عائلتي عليّ بالخروج، إلا أني دائماً أرفض أو تكون طلعاتنا قصيرة جداً وعلى عجل.

أتمنى منكم مساعدتي بعد الله، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي الكريم، واضح أنك تعاني من مشاكل تتعلق بالظهور أمام الآخرين، وبالذات في الاجتماعات أو حتى في التعامل مع الآخرين، ولا أدري منذ متى بدأت عندك هذه المشكلة؟ هل هي مشكلة تعاني منها منذ أن كبرت أي منذ أن بلغت أو حدثت منذ وقت قريب؟ لأنها إذا كانت مشكلة منذ زمن طويل فقد تكون هذه سمة من سمات شخصيتك أنك تعاني من رهاب أمام الناس، وتجد صعوبة في التعامل مع الآخرين، وتتنازل عن حقوقك كما ذكرت، وهنا يكون العلاج من خلال جلسات نفسية طويلة، لكي يقودك المعالج النفسي بأن تغير ما بك، وهذا يتم بالتدرج وعلى مدى زمني.

أما إذا كان هذا حصل قبل فترة معينة فهذا يسمى بالرهاب الاجتماعي، وهنا يمكن العلاج بحبوب وبالعلاج النفسي السلوكي، والحمد لله أنك متزوج، ولك عائلة وتريد أن تجاملهم أو هم يحبون الخروج، وتجد صعوبة في ذلك، وهذا ما يدعو لأن تتعصب.

أرى أن يكون هناك حل وسط، ابدأ بالتدرج في الخروج مع الأسرة، حدد أياماً محددة تخرج فيها مع الأسرة، وفي البداية قد تحس بقلق وتوتر وتحب الرجوع، وهذا كسل، هذه عادة تحدث لأنك تتوتر عندما تريد أن تخرج، ولكن إذا عملت برنامجاً بأن تذهب بالتدرج وتخرج بالتدرج، ولتكن في الأيام الأولى لفترة قصيرة ثم الرجوع ثم تزيد هذه الفترة بالتدريج ثم تزيد معدل الخروج.

هذا كله يكون بالتدرج، فهذا سوف يقلل من الرهاب ومن الخوف ويعطيك ثقة بالنفس، وإن شاء الله بعد أن تحس بالسعادة التي تجلبها على العائلة بالخروج معاً وبزيادة الثقة في نفسك؛ فهذا أيضاً سوف يساعدك في مواجهة الناس الآخرين في الاجتماعات أو في العمل وما شابهه.

أخي الكريم: كل هذه النصائح إذا لم تأت أكلها فعليك بمقابلة طبيب نفسي ليقوم بأخذ تاريخ مرضي مفصل، ومن ثم فحص الحالة العقلية وإعطاؤك العلاج الدوائي إذا كان يرى أن هناك حاجة لذلك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • زهرة

    و انا ايضا اعاني من نفس المشاكل النفسية ، والله تعبت من تكاسلي و خمولي و تلعثمي امام الناس و خاصة في التحاور ، الله المستعان

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً