الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أستمر في تناول البروزاك؟ وهل أرفع الجرعة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

أعانكم الله وحفظكم.

أنا شاب سبق لي أن عانيت من وسواس الأفكار القسرية متعددة الأوجه -الحمد لله- ارتأيت المعالجة النفسية بفضل الله وبعد عناء؛ لأنكم كنتم سببا جعله الله لي ليوجهني نحو الشفاء، حيث إني أتناول دواء فليوكستين المعروف تجاريا باسم بروزاك مند حوالي شهر ونصف، حيث تناولت كبسولة واحدة 20 ملغ العشرة الأيام الأولى، ثم رفعت الجرعة إلى كبسولتين 40 ملغ يوميا زالت عني، أو بمعنى آخر بعض الوساوس، لكن الوسواس المتعب لا زال موجودا، وهو الوسواس الديني الفكري (أفكار وحديث نفس غير لائق).

ما هي نصيحتكم لي؟ هل أستمر في أخذ الدواء؟ وما هي المدة الضرورية؟ أو متى أرفع الجرعة؟ علما أن طبيبي نصحني بتناول الدواء لمدة 3 أشهر فقط.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فارس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الوسواس بصورة عامة – ومنه وسواس الأفكار متعدد الأوجه – هو عبارة عن أفكار أو هواجس تتسلل إلى تفكير الشخص، وتتكرر بصورة متتالية متوالية، مما يُحدث قلقًا شديدًا عند الشخص؛ لأنه لا يستطيع مقاومتها.

العلاج عادةً يكون إمَّا بعلاجٍ دوائي، أو علاج نفسي، والعلاج النفسي هو ما يعرف بالعلاج السلوكي المعرفي، وهذا يتطلب في كثير من الأحيان التواصل مع معالج نفسي ذو دراية بهذا النوع من العلاج، ليقوم من خلال جلسات مُحددة بتمليكك مهاراتٍ سلوكية معينة للتغلب على هذه الوساوس، ويقوم بإعطائك دروسا لتطبيقها ما بين الجلسات، ومن ثمَّ مراجعة ما تمَّ في كل جلسة.

أمَّا العلاج الدوائي فهناك أدوية كثيرة، خاصة مجموعة الأدوية التي تسمى بـ (SSRIS) تُساعد وتعالج بدرجة كبيرة مع العلاج السلوكي المعرفي الوسواس.

الفلوكستين أو البروزاك من الأدوية المفيدة في هذا الشأن، وتتراوح الجرعة عادةً ما بين عشرين - كجرعة أوليَّة - إلى أربعين مليجرامًا، وأحيانًا تصل إلى ستين مليجرامًا، ويبدأ التحسُّن عادةً بعد شهرٍ ونصف، لن تحصل فائدة مرجوة قبل شهرٍ ونصف، فإذًا نصيحتي لك بالاستمرار في هذا العلاج؛ لأنك لم تأخذه لأكثر من شهرٍ ونصف، وهذه هي الفترة التي يبدأ فيها التحسُّن الحقيقي.

الجرعة تعتمد على زوال الأعراض بدرجة كبيرة أو وجود أعراض جانبية. عادةً نحن ننصح حتى بعد زوال الأعراض والرجوع إلى الحالة الطبيعية بالاستمرار في العلاج لفترة لا تقل عن ستة أشهر، وقد يكون للطبيب الذي نصحك بثلاثة أشهر له أسبابه الخاصة في ذلك، لا أدري، لقد قامَ بمقابلة شخصية وهو في وضع أحسن منا وأفضل؛ لأنه قام بلقائك شخصيًا وقام بفحصك فحصًا مباشرًا، ونحن نتكلم من ناحية عامَّة حسب ما وصفت لنا من حالتك، ولكن هذه الأشياء العامة لعلاج الوسواس القهري.

العلاج الدوائي لا يأتي مفعوله قبل شهرٍ ونصف، ننصحك بالاستمرار في تناوله لعدة أشهر، وننصح أكثر بالجمع بين العلاج الدوائي والعلاج السلوكي المعرفي؛ لأن كثيرًا من الدراسات أثبتت أن الجمع بين العلاجين أفضل من العلاج بأحدهما عن الآخر، والجرعة تُحدد استجابة المريض للدواء أو وجود آثار جانبية.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً