الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خجلي وتوتري أمام الرجال أصبح يلفت الانتباه!

السؤال

السلام عليكم.

لدي مشكلة أتمنى أن أجد الحل عندكم، فقد ضاقت بي الدنيا بسبب التوتر،
أنا فتاة غير متزوجة، ولست اجتماعية كثيراً، لدي صديقات ولا أستطيع الاندماج مع النساء بسهولة، وبعد فترة أستطيع أن أكون مع بعضهن صداقات، ولا أخجل من صديقاتي أو أهلي في البيت، لكني أخجل من الناس وخاصة الرجال.

اعلم أن الحياء صفة محمودة بالمرأة، لكنها عندي قد فاقت حدها، فإذا رأيت رجلاً أتوتر، ولا أحسن التصرف، وكثيراً ما يظهر علي هذا فأغير مسار مشيتي أو أضع رأسي بالأرض، أو أتصرف تصرفات لا يمكنني أن أسميها إلا تصرفات حمقاء! مع أني أتعامل بشكل معتاد مع الطبيب أو البائع أو السائق، أي أني إذا اضطررت للتعامل مع الرجال فإني أكون طبيعية لكن مشكلتي هي مع الرجال اللذين يكونون في مجال عملي، وقد كنت أعاني من هذا أيام الجامعة.

توتري أمام الرجال أصبح يلفت الانتباه، ويزيد من إحراجي، وأشعر أن الناس أصبحت تراني فتاة حمقاء متخبطة، والكثير من الرجال ظنوا أني معجبة بهم، ولذلك أتوتر أمامهم! مما سبب لي الإحراج والضيق، وأعلم أن ثقتي بنفسي ليست كاملة، وأريد علاجاً للخجل من الناس، ليقلل من خجلي وتوتري.

لا أستطيع الذهاب لطبيب نفسي، وأخاف جداً من التعامل مع الحبوب، وإذا كان هناك دواء ليست له أعراض جانبية كالكآبة وزيادة الوزن ويمكنني أخذه دون وصفة طبية فأرجو منكم إفادتي عنه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نادية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخت الكريمة: الخجل قد يكون سمة من سمات الشخصية، هذا إذا كان خجلاً عامًّا، أما الخجل المخصوص مع الرجال في العمل فقد يكون له أسباب أخرى لم توضِّحيها في رسالتك.

على أي حال: هو أيضًا جزء من الشخصية، أو جزء من مشاكل وسمات الشخصية، وأيضًا انعدام الثقة جزء من مشاكل الشخصية أيضًا، وإن كان قد يكون عرضًا نفسيًا لبعض الاضطرابات، لكن في كثير من الأحيان يكون سمة من سمات الشخصية.

المهم – يا أختي الكريمة – المُشكل الذي تعانين منه علاجه علاج نفسي بالمقام الأول، وليس علاجه علاجًا دوائيًا، أنت تحتاجين إلى شخص يُساعدك في التغلُّب على هذا الشيء من خلال العلاج السلوكي المعرفي، وليس هناك علاج دوائي مُحدد لهذه المشكلة، لأن هذه مشكلة مُحددة ونفسية في المقام الأول.

نعم هناك مصابون بالتوتر – كما قلت – ويأتون بصرفات لإخفاء هذا التوتر، وهذا أيضًا شيء نفسي، وليست أعراض قلق واضحة وتوتر واضح.

إذًا تحتاجين إلى معالج نفسي، لا أدري ما هي ظروفك، ولا أدري لماذا لا تستطيعين الذهاب إلى طبيب نفسي، إذا كنت لا تستطيعين الذهاب إلى طبيب نفسي فالآن هناك عدة طرق للعلاج من خلال الشبكة العنكبوتية، هناك معالجون نفسيون يمكنك التواصل معهم عن طريق الإنترنت ووصف دقيق لحالتك، ثم يقوم بإعطائك كورس للعلاج السلوكي المعرفي، ويكون التواصل بالتدريج. هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: إذا كنت لا تستطيعين حتى القيام بهذه الأمور أرى أن تحاولي التواصل مع إحدى صديقاتك، احكي لها ما يحصل معك، فهذا في حدِّ ذاته قد يُساعدك، تواصلي مع صديقة من أقرب صديقاتك، وحاولي أن تشرحي لها ما يحصل معك مع الرجال في العمل، وأنا متأكد أنها سوف تقوم بإرشادك، أو مجرد الكلام معها حول هذا الموضوع قد يفيدك في التخلص من هذا الشيء.

أيضًا يمكنك أن تعملي تدريبات في المنزل، تدريبات في الخيال، مثلاً: حاولي أن تتدربي بخيالك أنك قابلتِ بعض الرجال، أو قابلتِ الرجل المُعيَّن الذي يعمل معك، تكلمتِ معه وتكلَّم معك ورددتِّ عليه، وكنت واثقة من نفسك. تكرار وإجراء هذا التدريبات أيضًا قد يساعد في المواجهة الحقيقية في الحياة.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً