الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من انتفاخ يؤلمني خلف أذني اليسرى، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكركم على هذا الموقع، وبارك الله في جهودكم الجبارة لخدمة الناس.

أنا سيدة مصابة بوسواس الموت، مررت بظروف شديدة سببت لي انتكاسة في الوسواس، واكتئاب شديد، وهم لا يعلم به إلا الله، وقد مرت علي أيام لا أتوقف فيها عن البكاء، فأصبت في تلك الفترة بانتفاخ خلف أذني اليسرى، يؤلمني بشدة عند لمسه، وعند تحريك رأسي، فذهبت لطبيب الأنف والأذن والحنجرة، شخص الوضع بأنه التهاب غدد لمفاوية، ووصف لي مضاد سيبروكسين 750، ومضاد التهابات أولفين لمدة خمسة أيام.

ذهب الألم، ولكنني لاحظت بعد مدة أن الانتفاخ ما زال موجودا، فبحثت في الإنترنت، وقرأت عن السرطانات والأورام -أعاذنا الله وإياكم منها-، فأصبت بخوف ورعب شديدين، وأصابني وسواس الخوف من الإصابة منها، فكلما أصابني أي مرض أبكي كالمجنونة، وأقول في نفسي: لا بد أنه ورم، ولا أتوقف عن تحسس رأسي، وأصاب بالتوتر من كل ألم يأتيني في رأسي، أو جسمي، وأبدأ بالبحث عن أعراض السرطانات.

ذهبت للطبيب مرة أخرى فأجرى لي التحاليل وصورة الدم، وكانت سليمة، لكنني لم أقتنع، وما زلت مصرة على عمل الأشعة المقطعية للدماغ، أو الرنين المغناطيسي، خصوصا أنني أحيانا يصيبني ألم في الانتفاخ ذاته، يدوم لثوان ثم يختفي، ويصيبني ألم خلف الرأس من الجهة اليسرى أعلى الرقبة، وأحيانا يأتيني شعور كأنه حرقة بسيطة في المكان ذاته.

أخبرني زوجي أنه وسواس، ولا أحتاج لكل تلك الأشعة، وأن هذا سيفتح علي بابا آخر، وسأضطر للذهاب لكل شاردة وواردة، وما زلت خائفة جدا من وجود الانتفاخ والألم حتى الآن، تعبت كثيرا ولم أعد أستمتع بحياتي، ودائما أدعو الله أن يشفيني ويعافيني، ويقوي إيماني، فماذا أفعل؟

أرشدوني بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:


الأخت الكريمة: ظهور الغدد اللمفاوية، أو انتفاخها، عادةً يكون نتيجة للالتهابات، وحتى بعد حدوث الالتهابات قد تظل هذه الغدد اللمفاوية لفترة من الوقت، أو لفترة طويلة جدًّا، وهذا لا يعني أن هناك مرض خبيث، فهذه طبيعية هذه الأشياء، قد تختفي الغدد اللمفاوية بعد معالجة الالتهاب، ولكن قد تستمر لفترة طويلة من الوقت.

أتفق مع زوجك تمام الاتفاق أن ما تعانين منه الآن هو وسواس المرض والقلق والتوتر، وإجراء المزيد من الفحوصات لن يؤدي إلَّا إلى تدعيم هذا القلق وليس مواجهته، هذا قلق وسواس المرض، لقد ذهبت إلى أكثر من طبيبين، وذكروا أنه لا يوجد شيء عضوي، وتم علاج الالتهاب، لكن الآن تعانين من قلق ووسواس المرض، وعلاجه نفسي في المقام الأول، وذلك بالتوقف عن إجراء المزيد من الفحوصات، لأن هذا يُدعم القلق، سوف يختفي القلق والوسواس لفترة، ولكنه سيعود إذا واصلتِ في إجراء الفحوصات، ويجب مواجهة الوسواس بعدم الالتفات إليه، وعدم الاستجابة له، وسوف يُحدث قلقًا، لكن يجب أن يتم التعامل مع القلق بالاسترخاء، أو أحيانًا إن تطلب الأمر أخذ أدوية تساعد على ذلك، مثل (سبرالكس)، أو العقار الآخر (سيرترالين) خمسين مليجرامًا، نصف حبة لمدة أسبوع، ثم حبة بعد ذلك، وتستمري في هذه الأدوية لعدة أشهر، هذا مع العلاج السلوكي، وذلك بعدم التردد على الأطباء وعمل فحوصات، وصرف التفكير عن المرض، والتفكير في أشياء أخرى، والانشغال بأشياء جميلة في الحياة، وعدم الانشغال بهذه الغدد، ومحاولة تحسُّسها ولمسها طيلة اليوم، فالضغط قد يُسبب الألم، ليس الألم جزءً من ورم الغدة، لكن ضغطها باستمرار أيضًا وفحصها قد يُسبب ألمًا.

على أي حال: واضح -مما ذكرتِ- أنك تعانين من وسواس المرض، ويجب علاجه كحالة نفسية بالأدوية، وبالعلاجات السلوكية.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً