الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يمكن أن تعود الوساوس بعد التوقف عن الأنفرانيل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إلى أخي د/ محمد عبد العليم.

أنا صاحب الاستشارة رقم 2326478، فقد اتبعت إرشاداتك وتحسنت بنسبة 90%، ونسيت هذا الوسواس، وهذا كله بفضل الله ثم بفضلك، واستمريت على الجرعة 100 ملج في اليوم، ولكن بسبب تحسني واختفاء الوساوس استمريت على الجرعة فقط لشهرين، وأعتقد أنها هنا كانت المشكلة؛ لأني ظننت أني لا أحتاجه، فقمت بإنقاص الجرعة تدريجيا حتى تركت الدواء، وأنا لي الآن شهران -والحمد لله- بعد ترك الدواء بدون أعراض انسحابية، لكن منذ بضعة أيام رجع لي هذا الوسواس المخيف، فأصبت بإحباط شديد جدا لا أعلم سبب عودته، هل هو جهلي بعدم معرفة مدة الدواء اللازمة، أم أن الوسواس الذي أعاني منه مستعصٍ لدرجة أني أعيش على الدواء طيلة عمري، وهذا الشيء لا أريده؛ لأني بدأت أكره نظرة الناس لي عندما يعلمون أني أستخدم دواء نفسياً.

أرجوك يا دكتور أن تعطيني خطة جديدة للدواء، وتكون علمية وعلاجية، لأني أدرس تخصص صيدلة، ودراستي بعد شهر، ولا أريد هذا الشيء أن يؤثر علي، لأنها دراسة صعبة، كما أود أن أسأل سؤالا: هل يوجد أشخاص تعالجوا بالأنافرانيل وتركو العلاج دون أن يرجع لهم الوسواس؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mu Su Qe حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك أخي مرة أخرى في الشبكة الإسلامية..

أخي: ليس هنالك ما تأسى عليه؛ فالذي يحدث لك الآن هي هفوة وسواسية وليست إن شاء الله تعالى انتكاسة كاملة، والهفوة تحصل بعد التوقف من العلاج لبعض الناس حوالي 40 إلى 50 %، وأعتقد أن الأمر يجب أن تواجهه الآن بشيء مهم جداً وهو أن التحسن الذي طرأ عليك دليل قاطع على أن حالتك قابلة للعلاج، هذا يجب أن تؤكد عليه، ويجب أن يكون لك التصميم الكاملة لتقبل هذه الفكرة، هذا مهم جداً -أخي الكريم-؛ لأن هذا سوف يخفف عليك القلق التوقعي، القلق الاستنتاجي، القلق المستقبلي، لأن الإنسان حين يعيش تحت تهديد القلق دائماً هذا يؤدي إلى انتكاسات في حد ذاته، فاطمئن.

كما أن التحسن الذي طرأ عليك وبالنسبة التي ذكرتها يعتبر بشارة كبيرة هذه نقطتي الأولى، النقطة التي تليها أريدك أن تجاهد نفسك الآن سلوكياً، وما دمت قد توقفت على الدواء فيمكنك أن تستمر على هذا التوقف، ولا داع لأن ترجع إلى الدواء، وإن كنت أطمئنك وأعرف أن هذه الأدوية سليمة، وأعرف أن هنالك من تناولها لسنوات طويلة بدون أي مشكلة، وتناول الدواء لا يسبب النقص -أخي الكريم-، فالمرض هو الذي يؤدي إلى النقص والنقصان في كل شيء، لكن الدواء يجب أن لا يكون أبداً مدعاة للتفكير أنه نقطة ضعف أو نقطة نقص في الإنسان، وما يقوله الناس عن الأدوية النفسية معظمه خاطئ، لكن الحمد لله تعالى الآن هناك تفهم كبير ومن قطاعات كبيرة من الناس أن هذه الأدوية مفيدة، خاصة أن شركات الأدوية الآن تهتم جداً بسلامة الأدوية، فاطمئن -أخي الكريم-، وسر على علاجاتك السلوكية، والتدعيم الإيجابي، وحسن إدارة الوقت، والتواصل الاجتماعي، فهذا سيصرف تماماً انتباهك عن الوسوسة والقلق، واجتهد في دراستك -أخي الكريم-؛ لأن الدراسة بالفعل مهمة، والتزود بالعلم أحد الغايات التي يجب أن تنشدها؛ لأن ذلك يزيد من مهاراتك، ويزيد من قدرتك على مقاومة هذه الحالات.

بالنسبة للأنفرانيل: يعتبر هو الدواء الأول لعلاج الوساوس، وقبل ظهور الأنفرانيل كان لا يوجد أي علاج دوائي للوساوس، ولكن في منتصف الثمانينات من القرن السابق اكتشفت مجموعة سويدية أن الأنفرانيل بجانب أنه مضاد فعال للاكتئاب فهو مضاد للوساوس، والجرعة التي تعالج الوساوس بصورة قاطعة يجب أن لا تقل عن 150 مليجرام في اليوم، هذه كجرعة علاجية.

أما الجرعة الوقائية: فقد تكون من 75 إلى 100 مليجرام في اليوم، أعرف أن هنالك أشخاص قد تعالجوا بالأنفرانيل معالجة تامة نعم، وهنالك أيضاً من استعمل الأنفرانيل كداعم مع أدوية أخرى خاصة مع البروزاك، أيضاً يؤدي إلى نتائج رائعة جداً، مثلاً يتم تناول البروزاك بجرعة كبسولة إلى كبسولتين في اليوم ويكون الانفرانيل من 25 إلى 50 مليجرام في اليوم، ويجب أن لا تتعدى الجرعة ذلك.

بارك الله فيك، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً