الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعيش في عالم من الخيال رغم إدراكي للواقع.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة عمري 19 سنة، أشعر بحالة غريبة جداً بدأت في عمر 12 سنة، وهي أنني أتحدث مع أشخاص في خيالي، وأتقمص شخصياتهم إلى أن أصبحت لا أستطيع الخروج من عالم الخيال، لا أستطيع العيش براحة أبداً، أشعر بأنني الشخصية المرسومة في خيالي.

عند ارتداء ملابسي أتخيل أنني في المكان الذي أراه في خيالي، أو بمعنى أصح أشعر بأن الشخصيات معي في كل مكان، ولا أستطيع إخراجهم من رأسي، وكذلك عندما أكون في الصالة ولا يكون فيها أي شخص أتخيل الشخصيات ولا أستطيع العيش بحرية، وعند الذهاب إلى دورة المياه أظن أنني دخلت المكان الخطأ بخيالي، وأنا أعلم بأنها ليست من الواقع، وأنها غير حقيقية.

عندما بلغت سن 14 سنة قلت ثقتي بنفسي، وبدأت بنتف شعري، وأخذني أهلي إلى الطبيب، وأرجع السبب إلى القلق والوسواس القهري، بعد العلاج خفت عادة نتف الشعر، وتحسنت حالتي قليلاً، لكن الخيالات ما زالت تلازمني، ولا أستطيع العودة إلى أرض الواقع.

لا يمكنني التحكم بهذه الخيالات، أشعر بأنها موجودة بالفعل رغم يقيني بأنها من وحي الخيال وغير واقعية، أرى بخيالي أحيانا امرأه مسكينة، والناس ينظرون لها بشفقة، وأتخيل نفسي تلك المرأة، وأشعر بالحرج من نظرة الناس لي بهذا الخيال، وأنا أعلم أنه غير واقعي.

استفساري: هل ما أعانيه اضطراب ذهاني أم لا؟ والدكتور أعطاني علاج ساليباكس حبتين، وعقار ريسبردال 2، وأخبرني بأنني لا أعاني من الذهان، أعاني من القلق والأفكار الوسواسيه، تحسنت مع العلاج السلوكي قليلاً، ولم أتناول الريسبردال، فما تشخيصكم لحالتي؟

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Lana حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من المدخلات الأساسية الواردة في رسالتك وهي مفيدة، أستطيع أن أقول أنه في فترة من حياتك وأقصد بذلك مرحلة اليفاعة تكاثفت وتكاثرت عليك أحلام اليقظة، وهذا وضع طبيعي في تلك المرحلة العمرية يحدث لبعض صغار السن، ومن الواضح أيضاَ أن الوساوس بدأت تتكون لديك في فتلك المرحلة، ويعرف أن الوساوس حين تختلط بأحلام اليقظة تؤدي إلى مكون نفسي شديد يصعب على النفس تحمله وهذا هو الذي حدث لك.

إذاً ما بك هو أحلام يقظة ووساوس قهرية وقد تولد عن ذلك حالة القلق التي تعيشينها الآن، لا بد أن يزاح القلق وأحلام اليقظة من خلال التفكير فيما هو أهم في الحياة، ضعي أسبقيات أخرى، أعطي أمورًا أخرى الأهمية مثلاً دراستك يجب أن تكون هي صاحبة الأسبقية في جدول أسبقياتك من حيث التفكير ومن حيث الخيال، أن تمارسي رياضة مثلاً، أن تبدئي في حفظ سور من القرآن الكريم، بهذه الكيفية تستطيعين أن تدخلي في ما نسميه مرحلة إزاحة الفكر والخيال الوسواسي، هذه هي الطريقة العلاجية المتاحة والمعروفة.

وأنا لا أرى أبداً أنك تعاني من حالة ذهانية، لكن الطبيب أحسن حقيقة حين أعطاك الجرعة التدعيمية من عقار رزبيريادل، وأرجو أن تبدئي في تناول هذا الدواء، ابدئي بـ 1مليجرام لمدة أسبوعين، ثم اجعليها 2 مليجرام ليلاً، وذلك بجانب السيلابكس، وإذا حدث لك زيادة في الوزن نتيجة لعلاج سيلابكس أعتقد أنه يمكن أن يستبدل ببروزاك وهو الفلوكستين، وإذا كان السيلابكس هو الفلوكستين فهذا هو المقصود وهذا هو المعني، أن نحافظ على العلاج الدوائي سوف تفيدك كثيراً، لكن لا بد أن يكون هنالك جهد فكري منك على المستوى الذي ذكرته لك.

أؤكد مرة أخرى لا أرى أن هنالك ذهان، لكنها وساوس قهرية بنيت على خلفية استرسال في الخيال، أو ما يسمى بأحلام اليقظة.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً