الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من النسيان وعدم الإحساس وعدم الشعور بالواقع

السؤال

السلام عليكم

بعد تخرجي من الجامعة ظهرت لدي أعراض جوع شديد جداً، مهما أكلت لا توجد فائدة، مع أعراض مثل عدم الشعور برأسي نهائياً، وأعراض لا أستطيع وصفها، ثم وصف لي صيدلي أخذ عقار مودابكس لمدة 6 أشهر، كنت قد بدأتها بقرص في اليوم، ورفعتها إلى قرصين في اليوم، وآخر جرعة لي كانت منذ سنة، والحمد لله، ظهرت نتيجته وتحسنت.

بعد ذلك صرت أشعر أني تائهة، وأنسى كثيراً، ولم أعد أشعر بشيء، حتى طاعات ربي أشعر وكأني لا أؤديها، وأحس كل شيء أؤديه بلا طعم، مع أني طموحة وأريد الاستمرار في حياتي، ولكن هذا الشعور يجعلني عاجزة عن القيام بأي شيء، أحاول قدر المستطاع أن أعالج نفسي سلوكياً وأحارب وساوسي، وأن أرتب أولوياتي من ورد يومي وأهداف، وأنسى ذلك أيضاً إني أحب ربي وأحب قربه، ولكني لا أشعر بالواقع نهائياً.

منذ فترة ظهرت لدي أعراض تتكرر كثيراً، تبدأ بتنميل في كامل جسدي ورأسي، وتشنج بيدي وفمي، وحالة غثيان شديد كأني أموت، وهذه الحالة جعلتني أخاف من الخروج ولكني كنت أتحدى نفسي وأخرج كثيراً، وتعود لي مرة أخرى.

ما هذه الحالة؟ وكيف أعود لعقلي مرة أخرى، وأشعر بأفعالي، وأستمتع بحياتي ومناجاتي لربي؟

أعلم أن هناك خيراً من هذا وأوقات كثيرة أحمد الله على هذه الحالة، لكني أشعر بأني سأجن.

هل أستطيع أن أعود لأخذ عقار مودابكس بعد كل هذه المدة كجرعة تكميلية؟ وما هي الجرعة الصحيحة؟ ولمدة كم شهر؟

أشكركم على مجهودكم، جزاكم الله عنا كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ secret حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، أنا أعتقد أن أعراضك هي أعراض اكتئاب نفسي لكنه ليس الاكتئاب المثالي المعروف، هذا يسمى Atypicl depression وتوجد لديك أعراض قلقية في ذات الوقت، وهي التي تضعف التركيز وتؤدي إلى الأعراض النفسوجسدية.

تشخيصك النهائي أرى أنه يمكن أن نسميه القلق الاكتئابي البسيط، وأنت تحتاجين إلى ممارسة الرياضة بكثافة، والنوم الليلي المبكر، والغذاء المتوازن هذا قطعاً يؤدي إلى تحسن كبير في التركيز، ويقلل من هذه الأعراض التي تعانين منها.

أنا أفضل أيضاً أن تقومي بإجراء فحوصات طبية كاملة تتأكدين من مستوى وظائف الكبد، والكلى، ومستوى فيتامين ب 12، وفيتامين د، ووظائف الغدة الدرقية، مستوى الدم، مستوى السكر هذه فحوصات أساسية جداً والإنسان حين يقوم بها ويرى أن النتائج سليمة هذا يمثل دعما نفسيا كبيرا.

بالنسبة للعلاج الدوائي نعم أراه مهما وأراه مفيدا، المودابكس علاج جيد لكن أعتقد أن الفلوكستين أفضل في حالتك، الفلوكستين هو البروزاك يتميز بأنه يجدد الطاقات ويعطي حيوية ويحسن التركيز، ويحسن المزاج، الجرعة في حالتك هي أن تبدأي بكبسولة واحدة 20 مليجرام يومياً لمدة شهر يفضل تناوله بعد الأكل، ثم اجعليها كبسولتين في اليوم لمدة ثلاثة أشهر ثم خفضيها إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر أخرى ثم كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر ثم توقفي عن تناول العلاج، مع ما ذكرته لك سلفاً من النوم الليلي المبكر.

عليك بممارسة الرياضة والتواصل الاجتماعي، وأن تحرصي على الصلاة في وقتها، والدعاء والذكر، هذا مهم جداً، وستشعرين بعد ذلك أن الأعراض الجسدية قد بدأت في التلاشي، ومزاجك بدأ يتحسن، وكذلك تركيزك وارتباطك بالواقع.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً