الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الإنهاك الذهني حتى توقف عقلي عن التفكير.

السؤال

السلام عليكم

أعاني منذ أشهر من الإنهاك الذهني، حيث تطور المرض إلى أن توقف عقلي عن التفكير.

أتذكر أعراض المرض، وبدأت بقلة تركيز وقلق وتوتر داخلي، ثم نسيان ما حدث آخر الأسبوع، ثم تطور المرض فأصبح عندي دوخة عند تحريك الرأس.

فحصت الأذن الداخلية، وكانت سليمة باستثناء الحاجز الأنفي مائل أو مكسور، وأصبح يصاحب تحريك رأسي فجأة إلى ما يشبه صعقة كهربائية.

عملت تحاليل التوازن وجلستين، وقال الدكتور: إن الجهاز المركزي به نقص، وأجرى تمريناً ما، وهذا كله وعقلي لا يعمل! فقد توقف التفكير عندي وكثر النسيان، وهذا يعيق حياتي اليومية.

أحس بضغط أعلى الرأس، وكثرة تثاؤب، وبطء في مرور الوقت، وإن كنت في العمل لا أجلس مع الناس، لأن عقلي متوقف، وإذا جلست أجلس في صمت، ولا أعرف أن أجيب بتفكير وأسترسل، ولا أجد مؤخراً أن علتي تتعلق بالاكتئاب.

عدم التفكير والصمت يقتلاني ببطء، وقرأت عن التصلب المتعدد، ووجدت أعراضه مطابقة لما حدث، وكذلك الإرهاق المزمن، ربما خرف أو إرهاق ذهني.

كما أني كثير الحركة، ولا أجلس، وأظل واقفاً، وكثرة الحركة ذهاباً وإياباً بالعمل دون تفكير! ما هو التشخيص الأقرب لمثل حالتي؟

صرت أكتب ولا أستوعب، فقط أحضر الكلام سريعاً، فأرجو تشخيص حالتي، وحالياً أتناول لوسترال بواقع حبتين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ alaa حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

التشخيص الأقرب لحالتك - أخي الكريم - هو اكتئاب نفسي مع أعراض قلق وتوتر، لأن كثيرا من مرضى الاكتئاب النفسي يشتكون من تجمُّد العاطفة عندهم، وتوقُّف التفكير، أو شلل في التفكير، وعدم القدرة في اتخاذ القرارات، أو تردد، وسرحان، ونسيان، وقد يُصاحب بأعراض قلق وتوتر، كما حدث معك، وعادةً تكون الفحوصات سليمة، لأن المرض في النهاية هو مرض نفسي وليس مرضًا عضويًّا.

دواء اللسترال - أخي الكريم - دواء فعّال جدًّا لعلاج الاكتئاب والقلق، وهو من فصيلة الـ (SSRIS)، وجرعة حبتين - أي مائة مليجرام - هي جرعة مناسبة جدًّا، ولكن لا أدري منذ متى وأنت تأخذه وتتناوله.

هو يحتاج - أخي الكريم - لشهرين حتى تحكم له أو عليه، حتى نحكم بالاستفادة منه أو عدمه، وبعدها إذا لم تكن هناك استفادة فيمكن أن يُغيَّر إلى دواء آخر، أو إذا كانت هناك استفادة جزئية يمكن أن نرفع الجرعة إلى ثلاث حبات، وإذا حصل تحسُّن وزالت الأعراض فيجب الاستمرار عليه لفترة لا تقل عن ستة أشهر - أخي الكريم - ثم بعد ذلك التوقف عنه تدريجيًا.

يستحسن في كثير من الحالات أن يُضاف إلى الدواء علاج سلوكي، والعلاج السلوكي المعرفي يُساعد الأعراض النفسية، وبالذات مسألة التفكير والتركيز.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر احلاممحطمة

    اعاني من هذا الامر تماما ومن عدة اشياء اخرى
    شفاك الله

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً