الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد نصائح أتعلم منها كيف أدعو الناس وأنصحهم

السؤال

السلام عليكم

أرجو إفادتي بكتب أو نصائح تعلمني كيف أتعامل وأنصح الغير؟ أريد أن أغير نفسي وأغير من حولي، لكني عادة متسرعة ومستعجلة، وأغضب بسرعة، وقد ينتهي بي الأمر بجرح من حولي بدل إرشادهم، وأشعر أن هذا سيؤدي لانفضاضهم من حولي بدل الأخذ بنصيحتي!

أريد أن أتخذ منهج الرسول عليه الصلاة والسلام في تعامله وتعليمه وتغييره للناس بالموعظة الحسنة، فكيف تكون النصيحة؟ وكيف أساعد الناس بدل إبعادهم؟ فمما صارحني به من أثق بهم أن نصيحتي تكون عادة بطريقة قاسية كما وصفوها، تجعلهم يخافون حتى من عمل شيء أمامي.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مروة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -أختنا الفاضلة- في موقعك ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يهديك وأن يجعلك سبباً لمن اهتدى، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

لقد سألت عن أمر عظيم، قال ربنا العظيم: (ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين)، قال الحسن رحمه الله: هذا ولي الله هذا حبيب الله، فهنيئاً لك أولاً في الرغبة في الدعوة التي هي أرفع مقامات الدين، وهي وظيفة رسولنا وسائر المرسين.

قال صلى الله عليه وسلم: (لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم) بل إن الأئمة تنال خيريتها بالدعوة إلى الله، قال تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) نلاحظ أن الإيمان يشبه النتيجة للأمر بالمعروف والدعوة إلى الله، لأنه لو لم تكون هناك دعوة لما وجد إيمان ولا مؤمنون.

هذه بعض الشروط المهمة للداعية إلى الله، وهي:
- الإخلاص لله والصدق معه.
- التزود بالعلم اللازم، وعلى الأقل فيما ندعو إليه.
- الرفق بالمدعوين، والتدرج في دعوتهم.
- الإحسان إلى الخلق حتى نستعطف قلوبهم، (إنا نراك من المحسنين).

- اتخاذ المدخل الحسن وانتقاء الألفاظ وحسن اختيار الأوقات.
- تجنب العجلة فهي من الشيطان وفي التأني السلامة.
- التحلي بالبصيرة، (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة)، (فيما يدعو إليه) وعلى بصيرة (بمن يدعوهم) وعلى بصيرة (بكيفية الدعوة).

- تكليف الناس بما يستطيعون العمل به، وتحبيبهم في الشرع.
- التسلح بالحكمة، وهي وضع الشيء في موضعه.
- الصبر على المدعوين والتلطف بهم.
- احترام المخالفين والتماس الأعذار لهم.
- تمثل ما ندعو إليه في أنفسنا لنكون قدوة ودعاة إلى الله بأقوالنا وأفعالنا.

- الاستمرار في التواصل مع موقعكم للتشاور حول الخطط الدعوية.
- التيسير والتبشير.
- حسن الخلق في التعامل مع من ندعوهم.
- قراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم والتأسي به صلى الله عليه وسلم.

هذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه وسؤاله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً