الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل سيغفر الله لي ما أسرفت على نفسي من المعاصي؟

السؤال

السلام عليكم.

أسعد الله مساءكم بكل خير.

أنا شابة في العشرينات، كان لي ماضي فيه معاص من سماع للأغاني، والنظر للمحرمات، والغيبة، والقذف، وهجر القرآن، وترك الصلاة فترة وأرجع، وصلاتي لم تكن بخشوع، وكانت على عجل، كنت أضع روابط الأغاني بمواقع التواصل الاجتماعي، وأسمع صديقاتي، والآن تبت من هذا كله، والتزمت بالصلاة، وقراءة القرآن، وأصلي الوتر، لكن ليس بشكل يومي، وأصلي الضحى ولكن ليس كل يوم.

هل توبتي مقبولة؟ وهل ربي يغفر لي ذنوبي الماضية؟ وهل سأحاسب عليها وعلى روابط الأغاني؟ هل سيغفرها لي ربي أم سيحاسبني عليها؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في موقعنا، ونسأل الله أن يتوب عليك، ويثبتك على الحق، والجواب على ما ذكرت:

بداية نحمد الله تعالى الذي وفقك للتوبة، والذي أعانك على تغيير حالك إلى ما يرضي الله، ولا شك أن التوفيق إلى التوبة نعمة كبيرة تسوجب الشكر لله في كل وقت وحين.

ومن المعلوم شرعا أن من تاب إلى الله توبة خالصة صادقا من قبله، وندم على ما فات من معاصي وتقصير في الطاعات، وأقلع عما يغضب الله في الحال، وعزم عزما مؤكدا من قبله على أن لا يعود إليها، من فعل ذلك فإن الله يقبل توبته، فالله رحيم بعباده يغفر لهم ذنوبهم، فأرجو أن تطئمني أن توبتك مقبولة -إن شاء الله-، ولا تقنطع من رحمة الله تعالى، فالله يغفر الذنوب جميعا، قال تعالى: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم} [الزمر: 53].

ومهما كانت تلك الذنوب فإن من تاب الله تاب الله عليه، قال تعالى: {والذين عملوا السيئات ثم تابوا من بعدها وآمنوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم} [الأعراف: 153]، ولن يكون عليك حساب بعد التوبة -إن شاء الله-.

وأما سؤالك عن روابط الاغاني هل ربي يغفرها لي أم أحاسب عليها؟ والجواب على هذا وحتى تكون التوبة مثمرة عليك بإصلاح حالك، وتغيير ما كنت عليه، قال تعالى: "إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" [سورة: ال عمران: ٨٩]، وعليك بذل الجهد لإزالة هذه الروابط بكل طريق ممكن، واستبدلي هذه الروابط بشيء نافع من قراءة القرآن الكريم، ومواعظ نافعة، حتى تكون لك أجرا عند الله تعالى.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً