الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعالج من الوسواس القهري في طلاق الكناية؟

السؤال

السلام عليكم

هل للوسواس القهري علاج نهائي؟ خاصة إذا كان هذا الوسواس في أمر الطلاق، أي الوسوسة في نية الكناية.

أني أتعالج منه بالفافرين والأنافرونيل ودوجماتيل، أشعر أحيانا بأني بدأت أتعافى منه، ولكن سرعان ما يرجع بشدة، وهل هناك سلوك أتبعه ليخفف من حدته؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسبة الشفاء الكامل في الوساوس عالية جدًّا، وهي ستين إلى خمسة وستين بالمائة، الإنسان إذا تعالج بصورة صحيحة - وأقصد بذلك العلاج الدوائي والسلوكي والاجتماعي والإسلامي - فنسبة الشفاء عالية جدًّا، وعشرين بالمائة إلى خمسة وعشرين بالمائة يشعرون بتحسّن كبير جدًّا، وعشرة بالمائة يظل المرض مطبقًا، وهذه حالات قليلة جدًّا.

إذًا هنالك بشارة كبيرة جدًّا في أن الوسواس أصبح الآن يُعالج، وبعد اكتشاف الأدوية الحديثة تحسَّنت ظروف مرضى الوساوس بصورة ملحوظة، فيما مضى كان العلاج السلوكي لوحده يؤدي إلى تحسُّن حوالي ثلاثين بالمائة، أما بعد أن جاءت هذه الأدوية فارتفعت النسبة جدًّا.

شرط نجاح الدواء أن يكون دواء صحيحًا، وأن تكون جرعته صحيحة، والجرعات الصغيرة لا تفيد كثيرًا في علاج الوساوس، لا بد أن تكون الجرعة جرعة كبيرة، ومثلاً الفافرين يجب أن يكون ما بين مائتين إلى ثلاثمائة مليجراما يوميًا، وأنفرانيل لا يقل عن خمسين مليجرامًا إلى مائة مليجرام في هذه الحالة.

الدوجماتيل لا بأس به، لكن الرزبريادون أفضل، بجرعة واحد مليجراما ليلاً، ووجدنا أيضًا تناول البروزاك مع الفافرين هو من التركيبات الدوائية الممتازة، اللسترال أيضًا يُعالج.

المهم: الأدوية كثيرة جدًّا، ويُحدِّدها الطبيب حسب نوعية الحالة، والمتابعة مع الطبيب - أخي الكريم - مهمَّة، وأنت -الحمد لله تعالى- لديك بوادر التعافي، وهذه ظاهرة إيجابية جدًّا، وأهم شيء ألَّا يتعايش الإنسان مع الوسواس، ألَّا يقبل الوسواس، ولا يدعه يكون جزءًا من حياته.

سلوكيًّا: يجب ألَّا تحاور الوسواس، يجب ألَّا تذهب هنا وهناك وتبحث عن الفتاوى، هذا يُدعم الوسواس، لو ذهبت إلى شيخ واحد فقط وأخذت برأيه حول الوسوسة والطلاق سوف يفيدك بأن صاحب الوسواس من أصحاب الأعذار، ولا حرج أبدًا عليك، وتكتفي بهذا وتقتنع به، أمَّا أن يتنقل الإنسان بين فتوى وفتوى فهذا كثيرًا ما يضرُّ بالناس.

الأشياء التي تُعالج إذًا هي تحقير فكرة الوسواس، وعدم الخوض في نقاشه وتحليله، وعدم التنقّل بين المشايخ بحثًا عن الفتاوى، وأن يعيش الإنسان حياة عادية جدًّا، وألَّا تترك مجالاً للفراغ أبدًا، لأن الفراغ يجلب الوسوسة ويُنشِّطها، وأن تُكثر من الاستغفار والصلاة على الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وأن تحرص على التواصل الاجتماعي، لأنه ذو قيمة عالية جدًّا، ممارسة الرياضة أيضًا مفيدة، هذه كلها أمور ترتقي بالصحة النفسية عند الإنسان، وحين ترتقي الصحة النفسية تختفي الوساوس وتنشرح النفس بصورة واضحة جدًّا.

إذًا - أخي الكريم - العلاج موجود وطرقه متوفرة، ووساوس الطلاق هي وساوس فكرية وليست وساوس عملية، أو نوع من الطقوس الوسواسية، والوساوس الفكرية تستجيب للدواء بصورة ملحوظة وممتازة جدًّا.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً