الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاكتئاب وحب الانطواء وكيفية التخلص منهما

السؤال

عمري 32 سنة، متزوج ولا توجد مشاكل عائلية، منذ صغري وأنا أعاني من الخجل والخوف، وبعد الزواج ازداد الخوف والخجل، وذكرى الزواج التي كانت صعبة بالنسبة لي، فقد كنت أكثر من خائف، حيث لاحظ ذلك إخوتي وأقاربي، مما أخجلني كثيراً، وصار كابوساً يطاردني، استخدمت وصفات وحبوب كثيرة من دكتور نفسي كبير في الرياض، منها (موتيفال، ساروتين، زيروكسات، فلوزاك، تيابريدال)، والحمد لله ذهب الخجل نوعاً ما، لكن القلق والاكتئاب وحب الانطواء لا زلت أعاني منها.

توقفت فترة من العلاج، حيث سألت بعض المشايخ، فقالوا بأني أعاني من السحر، وأخذت علاجاً دون فائدة، والآخر قال بأن ما أعاني منه هو عين، وأخذت علاجاً ولكن أيضاً دون فائدة، والآن وصف لي الدكتور (ستاب لونت) وأنا الآن أستخدمه، وأعاني من ألم في الرأس، وصداع، خاصةً قبل النوم، وفترة العمل (إشاعة الرأس سليمة ولا يوجد خلل عضوي) وأعاني أيضاً من حب الانطواء والعزلة، وعدم التركيز، والنسيان، وزيادة في الوزن، حيث لا أجد شيئاً أتسلى به إلا الأكل والمعاشرة والنوم، ولا أعرف التعبير عما بداخلي، وأحس بالذهول والهذيان، والكسل، ولا توجد هوايات، ولا أستطيع بناء علاقات، وأشعر بالرفض والحرمان ونقص الحب، وعدم الاحترام، وعدم تفهم الآخرين، ولا أحب العمل، وأرغب في البكاء، وأعاني من عدم الرغبة في الكلام، ولا أجد ما أقوله، وعصبي، وأعاني كذلك من الملل والوسواس، وحساس، ولا أتحمل الصدمات، ومتردد، وعدم القدرة على اتخاذ القرارات، وعدم الثقة في النفس ولا الآخرين.

آمل منكم الإفادة.

وجزاكم الله خيراً.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

جزاك الله خيراً على سؤالك.

مشكلتك الأساسية تتمثل في تقديرك السلبي لنفسك وافتقارك بصورةٍ تامة للتفكير الإيجابي، وعليه أيها الأخ الكريم أرجو أن تنظر في مقدراتك وإمكانياتك الكامنة، والتي لم تأت على بالك؛ نسبةً للسيطرة السلبية على تفكيرك، فأنت والحمد لله متزوج ولك أسرة وإخوة، وفي ريعان شبابك، وملتزم بدينك، وبالتأمل والإصرار الإيجابي يمكنك أن تفجر طاقاتك الداخلية، وتتغلب على الخوف والانطوائية والاكتئاب .

أرجو أن تحدد أهدافاً واضحة في حياتك، وأن لا تُساوم نفسك أبداً فيما تريد القيام به، بل عليك البحث في آليات التنفيذ ثم الشروع في ذلك.

لا شك أن للأدوية دورٌ جيد في مثل حالتك، والاستبلون علاج جيد للاكتئاب، ولكن لا يحسن النوم، كما أنه غير فعّال في علاج المخاوف، ولذا ربما يكون الدواء الأنسب بالنسبة لك هو العقار المعروف باسم زيروكسات، تبدأ استعماله بالتدرج حتى تصل إلى حبتين في اليوم، ويجب أن لا تقل مدة العلاج عن عامٍ كامل .

ممارسة الرياضة، واستثمار الوقت، والالتزام الديني هذه كلها تُعتبر من أحسن الطرق لهزيمة الاكتئاب.

أما فيما يخص السحر والعين، فذلك حق كما بين ذلك ديننا الحنيف، والإنسان يمكن أن يحفظ نفسه من هذه الشرور بالالتزام بعباداته وأذكاره، وقراءة القرآن، والأوراد الشرعية والعلاج بالرقية الشرعية.

وبالله التوفيق



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً