الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وجوب المحافظة على الصلاة والمواظبة عليها وما يعين على ذلك

السؤال

السلام عليكم.

أريد أن أكون في صلاتي مواظبة، لكن لا أستطيع المواظبة، كيف أتمكّن من أدائي فريضة الصلاة بصورة منظّمة وأكون قد أرضيت الله عزّ وجلّ بصورة صحيحة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ رحمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعاً رشدنا ويُعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا.
فإن هذا السؤال يدل على أن لك نفساً لوامة تلومك على التقصير في عبادة الله، وهذا مفتاحٌ للخير، وشعور إيجابي لابد من تنميته والاستجابة له، وهو دليلٌ على بذرة الخير في نفسك، والمؤمنة تحاسب نفسها وتراجع طاعتها لله، وكما قال الحسن البصري: (المؤمن أشد محاسبة لنفسه من الشريك الشحيح لشريكه).
ولا شك أن المواظبة على الصلاة هو عنوان الفلاح في الدنيا والآخرة، وقد صف الله الأخيار بأنهم: ((عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ))[المعارج:23]، ووضْعهم بأنهم: ((عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ))[المؤمنون:9]، وقال سبحانه: ((حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ))[البقرة:238]، وقد كتب عمر رضي عنه إلى الولاة على الأقاليم بخصوص المحافظة على الصلاة فقال: (إن أهم أموركم عندي الصلاة، فمن حافظ عليها فهو لما سواها أحفظ ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع) وقد جاء في الحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من حافظ عليها كانت له نوراً وبرهاناً ونجاةً يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نوراً ولا برهاناً ولا نجاةً يوم القيامة، وحُشر يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف) وهؤلاء هم أئمة الكفر والضلال والعياذ بالله، وقد علّق الإمام ابن القيم على هذا الحديث بقوله: (فمن شغلته عن الصلاة رياسته حشر مع فرعون، ومن شغلته عن الصلاة وزارته حُشر مع هامان، ومن شغلته عن الصلاة أمواله حُشر مع قارون، ومن شغلته عن الصلاة إدارة تجارته وأعمال حُشر مع أبي بن خلف).
وقد أعد الله لمن لا ينتظم في الصلاة وادٍ في جنهم وعذاب شديد، فقال سبحانه:
((فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ))[الماعون:6-5]، قال ابن عباس: (تلك صلاة المنافق يجلس يرقب قرص الشمس ثم يصلي أربعاً لا يذكر الله فيها إلا قليلاً)، وقال بلال بن سعد رضي الله عنهم لأبيه: (يا أبتاه! أهم الذين لا يُصلون؟ فقال: يا بُني لو تركوها لكفروا، ولكنهم الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها)، قال سبحانه: ((فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا))[مريم:59].
ومما يُعينك على الانتظام في الصلاة ما يلي:
1- التوجه إلى الله بالدعاء، والحرص على متابعة المؤذن، وترديد لا حول ولا قوة إلا بالله عند قول المؤذن: حي على الصلاة حي على الفلاح.
2- الابتعاد عن الذنوب؛ فإنها تقيد الإنسان وتعقده عن كل خير، وقد شكا رجل للحسن البصري وقال له: أحاول أن أنهض لصلاة الفجر فلا أستطيع فقال له: (قيدتك الذنوب).
3- الحرص على أكل الحلال، فإن اللقمة الحرام تحجز عن الخيرات، وكل جسم نبت من سحت فالنار أولى به.
4- اتخاذ رفيقات صالحات.
5- إبعاد آلات اللهو والغفلة.
6- عمارة البيت بالقرآن وذكر الرحمن.
7- إعطاء الجسم حظه من الراحة.
8- تعظيم الصلاة والاهتمام بشأنها، ومعرفة جريمة التقصير فيها.
9- وأخيراً: ضبط الوقت، والاستعانة بمن يذكرك بمواعيد الصلاة.
والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً