الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل إذا امتنعت عن زيارة والدي بسبب الوباء أكون عاقاً؟

السؤال

السلام عليكم

لا يخفى عليكم الوضع الحالي من مرض كورونا (كوفيد -19 ) والحجر الموجود، والذي يبدأ من الساعة 5 العصر، وأنا أعيش في مدينة الجبيل الصناعية، وأنا أعمل وأقوم بالذهاب بشكل يومي للعمل، وأختلط بالناس الموجودين.

أمي وأبي وإخوتي كلنا في نفس المدينة، وأنا من بداية الأزمة لم أر أمي وأبي لخوفي على صحتهم، من احتمالية أن أكون حاملاً للمرض وأنا لا أدري وأنقل لهم وأكون سبب في مرضهم بكورونا (كوفيد -19 )، وهم عندهم السكر والضغط والقلب.

علماً أننا نتواصل من خلال الجوال ولا توجد أي مشكلة، ورمضان على الأبواب وأتوقع أنهم يدعوننا للإفطار معهم، هل لرفضي الدعوة أو غضبهم لرفضي مخافة على صحتهم شيء من العقوق؟

شكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زياد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك أخي الكريم، ونسأل الله أن يدفع عن أمة الإسلام هذا الوباء، وأن يعافينا وإياكم ووالدينا والمسلمين أجمعين منه.

الجواب على ما ذكرت: بما أنك -أخي الكريم- حريص على سلامة الوالدين، وأنه هناك احتمال أن تنقل لهما العدوى لا قدر الله، وأنت لا تشعر، ولا شك أن انتقال العدوى لهما، وخاصة أنهما قد كبرا في سنهما، ولديهما أمراض، ولو انتقل لهما المرض قد يحصل لهما ضرر كبير، كما تكلم بذلك الأطباء المختصون، بتقديرك كل ذلك، فالبعد عنهم وعدم اللقاء بهم بسبب هذه الظروف ليس من العقوق، بل هو من البر والإحسان.

كما ذكرت أنهما يقدران هذه الظروف، لكن أرجو أن تبين لهما سبب عدم إجابة دعوتهما ولو بطريق غير مباشر، حتى تطيب خاطرهما، أعلمهم بذلك حتى لا يأخذوا عليك في أنفسهم.

كذلك لا بأس -أخي الكريم- أن تبين لوالديك وإخوتك خطورة الاختلاط مع ذكر بعض الأدلة، وتقوم بزيارتهم مع مراعات التابعد نحو أربع أو خمس خطوات كما يرشد إلى ذلك الأطباء، فتكون جمعت بين الحسنيين قمت ببرهم في الزيارة وقمت ببرهم في الحماية.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً