الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف والوسواس دمرا حياتي، فكيف أتخلص منهما؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من الوسوسة، ولكن أصعب شيء عندي عندما أقترب من مريض البهاق في الشارع أو المواصلات أصاب بخوف شديد، ولو كان معي أشياء قد اشتريتها فإني أرميها، وأرمي الملابس التي كانت علي، حتى أنني غيرت 4 حنفيات الماء بسبب أنني لمست الحنفية.

حياتي توقفت تماما، فأنا متزوج، وأخاف أن أخرج من المنزل، حتى صرت أخاف الذهاب للمسجد، ومن لمس الأشياء فى المنزل، ذهبت إلى دكتور مخ وأعصاب ولكن دون جدوى، فعندما أقرأ القرآن يطمئن قلبي، ولكن ما زال الخوف من الخروج من البيت يلازمني، مع العلم أنني لا أخاف من مرض كورونا نهائيا.

هذا باختصار أفيدونا، جزاكم الله خيرا، فأصبحت دون عمل ودون مال.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ osama حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت تعاني من رهاب مرض البهاق – أخي الكريم – وهذا رهاب شديد، ويجعلك تحاول أن تتفادى أن تكون بالقرب من مريض البهاق، وكما تعلم – أخي الكريم – هو ليس مرضًا مُعديًا على الإطلاق، ولكن هذا ما تشعر به، وهو رهاب لهذا المرض وليس رهابًا للكرونا، هو رهاب لهذا المرض بالتحديد، وهو مرض جلدي معروف، وكما ذكرت فهو غير معدي، ولكنك وصلت لمرحلة رهاب منه، وهذا اضطراب نفسي.

وتحتاج – أخي الكريم – إلى علاجات نفسية سلوكية معرفية، عن طريق معالج نفسي، يُعلِّمك مهارات مُحددة للتعامل مع هذا الرهاب بطريقة متدرّجة، حتى تستطيع التغلُّب عليه أخي الكريم.

لا تحتاج إلى أدوية، فقط تحتاج إلى جلسات سلوكية معرفية من خلال معالج نفسي، وهذه الجلسات عادة تتراوح من 10 إلى 15 جلسة، وتكون جلسة أسبوعية، وتكون مدة الجلسة خمسين دقيقة، وتُعطى كما ذكرتُ أشياء تفعلها، وتكون متدرِّجة، ويمكن أن تكون عن طريق الخيال، أو عن طريق محاولة النظر إلى صورٍ لمرضى هذا البهاق، المهم هناك عدة مهارات وطُرق يقوم المعالِج النفسي بتجربتها معك حتى تتغلب على هذا الرهاب.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً