الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نسيان الكلام وعدم التركيز أثناء الحديث.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تحية عطرة لكافة الأطراف الساهرة على ديمومة هذا الموقع الرائع، وجزيل الشكر للسادة الأطباء الذين ما فتئوا يردون على تساؤلات زوار الموقع...وبعد:

أنا شاب متزوج، لدي طفلة -والحمد لله- وأعيش حياة هنيئة، والحمد لله، مستواي المادي متكافئ الحمد لله.

أود أولاً أن أشير لكم إلى نقطة مهمة كمدخل للموضوع، وهي أني قد مررت بحالة مرضية نفسية، ألمت بي منذ عامين بالتمام والكمال، وهي اضطراب القلق العام، ولجأت للطبيب المختص ووصف لي دواء (ايسكالوبرام وألبراز) والحمد لله شفيت، ومدة تعاطي للدواء كانت فقط 8 أشهر، والشيء الذي أكد لي فيه طبيبي أني قد حطمت الرقم القياسي من ناحية سرعة الشفاء، والحمد لله.

منذ شهر سبتمبر 2019م إلى الآن ألمت بي ضائقة نفسية أقل وطأة من الأولى، ناتجة عن إحساسي بندم منقطع النظير جراء تصرف قد بدر مني سابقاً، وهذا التصرف آلم زوجتي الحبيبة كثيراً وجرحها، لهذا صرت شديد الندم على ما فعلت، وكما قلت في بداية سرد حالتي إن زوجتي حالياً راضية عني كل الرضا والحمد لله.

للعلم أنا حنون جداً، وشخصيتي جداً حساسة وأضخم الأمور أكثر من حجمها، والآن بيت القصيد ومشكلتي التي تؤرقني هي أني منذ ثلاثة أشهر بالضبط أصبحت عندي مشكلة جديدة، وهي أني أثناء الكلام أو عند وصف شيء ما أو سرد قصة أو نكتة، أو دعابة لا أستطيع إكمال الكلام، وكأن عقلي يتوقف، وأفقد التركيز، ولا أجد ما أقوله، ويلزمني التوقف والتريث واسترجاع ما ضاع مني لأقوله!

هذا يسبب لي الإحراج والتوتر، فهل هذا ناتج عن رهاب اجتماعي أم هو ناتج عن قلق؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Debdi حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأشكرك على كلماتك الطيبة في حق هذا الموقع والعاملين به، وأسأل الله تعالى أن ينفع بنا جميعًا.

الحمد لله تعالى الذي أنعم عليك بالحياة الطيبة الهانئة، الزوجة الصالحة والذرية الطيبة، أسأل الله تعالى أن يزيدك ويزيدنا من فضله.

أنا أعتقد أنه ليس لديك مشكلة حقيقية، أنت رجلٌ – كما تفضلت – شخصيتك حسَّاسة، من الواضح أن المنظومة القيمية وبفضل الله تعالى لديك ممتازة جدًّا، ودائمًا الأشخاص الذين هم بمواصفاتك تكون نفوسهم اللوامة مُهيمنة أو مسيطرة عليهم، ممَّا يُدخلهم في شيء من تأنيب الضمير والشعور بالأسى والحسرة لأشياء قد تكون بسيطة جدًّا.

النفس اللوامة نفس لطيفة، لكنها حين تتسلط على صاحبها قطعًا قد تُسبب ضغطًا نفسيًّا عليه، لكن في نهاية الأمر ينتقل إن شاء الله تعالى إلى النفس المطمئنة، وقطعًا النفس اللوامة هي التي تحرسنا من كبائر النفس الأمّارة بالسوء.

أخي: أنا أعتقد أن هذا هو التفسير الصحيح لحالتك، ولا أعتبرها مرضًا، هي ظاهرة، وما تواجهه الآن من عدم التحكم أو عدم القدرة على إكمال الكلام والتركيز في بعض المواقف الاجتماعية: أعتقد أنه ناتج من بعض القلق النفسي الداخلي، وأيضًا أنت تُراقب أداءك مراقبة لصيقة، وهذا النوع من استكشاف النفس بشدة ومراقبتها بشدة يؤدي دائمًا إلى شيء من التعثر في الأداء – أيَّا كان – في الكلام، في التفاعل الاجتماعي وخلافه.

لا أرى أنك تعاني من رهاب اجتماعي.

أخي الكريم: علاجك يكون بالتجاهل لهذا الذي يحدث، تمارس الرياضة، تنظم وقتك، تكون إيجابيًا كما أنت.

لا مانع من أن نصف لك دواءً بسيطًا جدًّا لفترة ليست طويلة، الدواء يُعرف باسم (سبرالكس) واسمه العلمي (استالوبرام)، هو دواء جيد، يُحسِّنُ المزاج، ويُزيل القلق، خاصة قلق المخاوف، أنت تحتاج له بجرعة صغيرة ولفترة قصيرة، هنالك حبة قوتها عشرة مليجرام، وحبة أخرى قوتها عشرون مليجرامًا، يمكنك أن تأتي بالحبة التي قوتها عشرة مليجرام وتناول نصفها – أي خمسة مليجرام – يوميًا لمدة عشرة أيام، ثم اجعلها حبة واحدة (عشرة مليجرام) يوميًا لمدة شهرين، ثم اجعلها خمسة مليجرام يويًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً