الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تنصحون بترك العمل في مقهى إنترنت؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أولاً: أشكركم على اهتمامكم ومسنداتكم وأتمنى أن يجعلها الله في ميزان حسناتكم.

أنا فتاة عمري 19 سنة وأقطن بإسبانيا، أعمل في مقهى إنترنت، المشكلة أن الزبائن يدخلون على مواقع إباحية ويتركون كخلفية للشاشة أحد هذه الصور الإباحية مما يضعني في مواقف جد محرجة إذا طلب مني أحد الزبائن أن أساعده في شيء.

وأيضاً أضطر لجمع الصلوات؛ لأني أعمل حين يكون وقت الصلاة، ورب العمل لا يعطيني وقتاً كي أصلي، فما رأيكم هل أترك العمل بنية أن الله سيعوضني خيراً منه؟ أم أستمر في العمل حتى أجد آخر؟


فأفيدوني أفادكم الله.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت العزيزة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا.

فقد سرني محافظتك على الصلاة والصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، وأسعدني هذا التحرج من رؤية الفواحش، وهذا دليل على وجود بذرة الحياء في نفسك، والحياء لا يأتي إلا بخير، فاجتهدي في تنمية معاني الحياء في نفسك، واعلمي أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه.

ومن هنا فنحن لا ننصحك بالاستمرار حتى لا تألفي المنكر وتعتادي رؤيته فهذا هو أول حبال الشيطان وشراكه والتي ينصبها لأنه لا يأخذ ضحاياه إلى الشر دفعة واحدة لكنه يستدرجهم خطوة خطوة، ولذلك جاء في كتاب ربنا: (( لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ))[النور:21].

واعلمي أنه لا خير في عمل لا يستطيع الإنسان فيه أن يواظب على أداء الصلوات في وقتها، ولا يخفى عليك أن الله أمر المؤمنين في جهادهم ومعاركهم ـ ورغم شدة البأس وكثرة القتل ـ بأداء الصلاة فشرع لهم صلاة الخوف، وإذا كانت هناك ضرورة ملحة للعمل وليس هناك من يتولى أمورك المادية فابحثي عن عمل نظيف تتمكنين فيه من إقامة الصلاة وتبتعدين فيه عن أهل السوء والسفهاء، ولا شك أن أبواب الرزق واسعة ولم يجعل الله أرزاقنا فيما حرمه علينا، وإن الله تكفل بالأرزاق وكتب الآجال (فلن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب فخذوا ما حل ودعوا ما حرم عليكم) وأرجو أن يغنينا ربنا بحلاله عن الحرام، وأن لا يحملنا استبطاء الرزق على طلبه بالحرام .

وعليك بكثرة اللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، والزمي طريق المتقين وكوني من المحسنين فإن الله ((مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ))[النحل:128]، وقد تكفل لمن يتقيه بتيسير أمره فقال: (( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ))[الطلاق:4]، ووعد المتقين بأن يرزقهم فقال: ((وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ))[الطلاق:2-3].

والله ولي التوفيق والسداد.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً