الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أهرب من الأعراض النفسية التي أعاني منها بالنوم، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم.

منذ حوالي ثلاث سنوات كان لدي وسواس قهري من الموت، وذلك بسبب الحسد، الحمد لله تعالجت من الحسد، ولكن بعد العلاج بعدة أيام كنت أسمع القرآن من شخص وفجأة ظهر في نفسي شيء أنني من الممكن أن أحسده، استغربت، وبدأت أقول (ما شاء الله، اللهم بارك) الموضوع مستمر إلى الآن، لدرجة أنني من الممكن أن أقول في الدقيقة الواحدة ما شاء الله اللهم بارك حوالي (??) مرة، لكي لا أحسد الشخص الذي فكرت فيه مثلا.

الموضوع بدأ هكذا وبعد ذلك بقي في نفسي شيء من الاستهزاء بالدين، عندما يحدث معي هذا الشعور أستعيذ بالله، ومكثت -أستغفر الله- وأتحدى الله، وأيضا أفكر في أفكار أخرى سيئة، وأتخيل وأهرب من هذا كله بالنوم، وإذا قاومت النوم أحس بألم في جسمي ولا أستطيع المذاكرة، وما زال لدي عدد من الطاقة السلبية في جسمي، وأحس دائما بألم في قلبي، وليس لدي طاقة للمذاكرة.

تركيزي قل بنسبة كبيرة، وأصبحت أنام كثيرا، فهمي واستيعابي قلوا أيضا، وبقي فيه في نفسي شيء من العجب والتكبر، الحمد لله أصبحت أواظب على الأذكار والسنن ولكن بدون تحسن، أو ممكن يكون هناك بنسبة 10% مثلًا .

في السنتين الماضيتين عندما كنت أدخل الامتحانات كنت أحس بملل وأكتب أي شيء لكي أذهب، وأحيانا أكون على علم بالإجابة الصحيحة ولكنني أكتبها خاطئة عمدا.

أنا الآن في الثالث ثانوي وأخشى أن يحصل فيها الشيء ذاته، للعلم قبل أن أتعالج من الحسد منذ ثلاث سنوات أول شيخ ذهبت له قال: إنني مسحورة، وشيخ آخر قال: حسد، وهذا الشيخ كان يتعامل مع القرين، وأنا بفضل الله حافظة للقرآن، فهل ما أعاني منه مرض نفسي، أم نقص في فيتامين معين؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمنية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك العافية والتوفيق والسداد.

أنا أعتقد أنه لديك درجة بسيطة من قلق المخاوف ذي الطابع الوسواسي، وطبعًا الموضوع تعقّد بعض الشيء من خلال كلامك عن الحسد وأنك كنت محسودة في فترة من الفترات، وبعد ذلك قمت الحمد لله تعالى بالعلاج.

نحن نؤمن بوجود العين والحسد والمس والسحر وكل هذا، لكن في ذات الوقت أؤمن بأن الإنسان مكرم، وأن الله خيرٌ حافظ، وأؤمن أن كل هذه الأشياء يُبطلها الله تعالى، لأنه لا يحب عمل المفسدين، وبالنسبة للمؤمن الذي يحرص على صلاته وأذكاره وورده القرآني ويُحصن نفسه، هذا هو المطلوب.

الحسد دائمًا موجود، أنت ذكرت أنك تعالجت منه، لكنه موجود، فإذًا تكوني في جانب اليقظة، تحصني نفسك دائمًا، دون وسوسة، ودون وجعل، ويجب أن يكون ذلك باقتناع تام أن الله يحفظك، اجعلي هذا هو منهجك في الحياة، لا أريدك أن تعتقدي أن الحسد يأتيك بجرعات عالية أو مركبة ثم تعالجينه، ثم يذهب، ... وهكذا، لا، الحسد موجود دائمًا، والمؤمن له أسلحته التي يُقاوم بها دائمًا، لذا يجب ألَّا نكون من الغافلين.

أيتها الفاضلة الكريمة: كل الذي تحتاجينه هو أن تحقري هذه الأفكار السلبية، (أفكار وسواس، أفكار متداخلة، أفكار اكتئابية) هذا يجب أن تحقريه كفكر دخيل عليك، وتكوني شغوفة بالحياة، تكوني منظمة في وقتك، تكوني بارَّةً بوالديك، يكون لديك آمال وتطلعات مستقبلية، تصوري نفسك بعد عشر سنوات من الآن، تكوني الحمد لله بدأت الدراسات العُليا، أتاك الزوج الصالح، يجب أن تعيشي هذا النوع من التأمُّلات، وهي ليست خيالية، والإنسان لابد أن يستشعر أهمية العلم وقيمته، وكل شيء مكتسب في الدنيا يمكن أن يزول ويفقده الإنسان (المال، العمارات، السيارات)، كل هذا يذهب، لكن علمك ودينك لا يذهبان عنك، لا أحد يستطيع أن يأخذهما منك، فزودي نفسك بما هو مفيد.

وحتى تساعدي نفسك في المذاكرة والإقبال عليها: تجنبي السهر، واحرصي على النوم الليلي المبكر، واستيقظي مبكرًا، صلي الفجر في وقته، ثم استعدي، قومي بالاستحمام، وتناولي الشاي، وابدئي في المذاكرة في هذا الوقت، ساعة واحدة إذا داومت عليها للمذاكرة الصباحية قد تغنيك من كل شيء فيما يتعلق بالمذاكرة.

طبعًا لا أقول لك توقفي عن المذاكرة في بقية اليوم، لكن اعرفي أن قيمتها عالية، والإنسان الذي في الصباح يجد نفسًا مسرورًا في بقية اليوم، تجدي نفسك نشطة في استقبال دراستك، مقابلتك لزميلاتك، في المنزل تكوني إن شاء الله منشرحة، ومنجزة ... فاجعلي أسلوب حياتك على هذه الكيفية.

إذًا تغيير نمط الحياة هو المطلوب في حالتك، فأرجو أن تتبعي ما ذكرته لك من إرشاد.

أنا أعتقد أنك تحتاجين لعلاج دوائي بسيط مضاد للوساوس، شاوري أسرتك حول هذا الموضوع، وإن فضلوا أن تذهبي إلى طبيب نفسي فاذهبي، وإن وافقوا استعمال الدواء دون الذهاب إلى الطبيب فالعقار الذي يُناسبك اسمه (فافرين) هذا هو اسمه التجاري، واسمه العلمي (فلوفكسمين)، أنت تحتاجين له بجرعة صغيرة، تبدئين بخمسين مليجرام كجرعة بدائية، تتناولينها ليلاً لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلي الجرعة مائة مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة أسبوعين، ثم خمسين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

يتميز الفافرين بأنه سليم، وغير إدماني، ولا يؤثر على الهرمونات النسائية أبدًا، والجرعة التي وصفناها لك جرعة صغيرة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً