الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الابتزاز والتفكير يقودانني إلى الانتحار، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا في آخر مراهقتي كنت دائما أتصفح الإنترنت في السر، وتعرفت على شاب لأول مرة في حياتي، وكنت جدا ساذجة ولا أجيد التصرف، وكلمني باسم الدين والنصيحة، وبعدها طلب مني أن أفتح له الكاميرا وأخذ الكثير من الصور والفيديوهات الغير لائقة، وقد جعلني أقسم أن أفعل له ما يريد، وكنت أخاف كثيرا من هذا القسم وأنفذ كلامه، ولكن بعد فترة تراجعت وعرفت أنه يجوز لي أن أخلف القسم طالما الشيء يغضب الله، وابتعدت عنه تماما.

بعد عدة سنوات عرف رقمي وحسابي وكلمني، ولكن مهما أحاول أن أبعده عني لا يبتعد أبدا وأخلاقه سيئة جدا، وحاليا أنا تائبة إلى ربي ونادمة على كل ذنب ارتكبته بقصد أو بدون قصد، لكنه يهددني بالصور بأنه سيرسلها لوالدي وأقاربي، وأنا خائفة جدا، وفكرت في الانتحار كثيرا، وقلت يارب خذ روحي قبل أن يعرفوا أهلي، وما زلت أتمنى الموت.

ودعوت الله كثيرا أن يسترني ويحفظني ويكفيني شره ويخلصني منه، ولكنه ما زال موجودا فأنا خائفة من الرد عليه بعنف فيتهور ويفضحني، كل الذي أتمناه أن يسامحني ربي ويرزقني الزوج الصالح، وييسر لي أموري، أقسم أني لا أريد سوى ذلك من الحياة، ولكن لا أعلم كيف أتخلص منه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ لا أريد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً ومرحباً بك، بالنسبة لتهديد هذا الشاب وملاحقته لك، فليس عليك سوى أنّ تتركيه للخالق، وأنّ تتوقفي نهائياً عن التواصل معه، واقطعي كل وسائل التواصل معه، وإن أردت فتح حساب جديد للضرورة فليكن اسمك غير واضح له، حاولي أنّ تطوي صفحة الماضي نهائياً ولا تترددي في ذلك.

مع ضرورة التخلص من شريحة الجوال واستبدليها بأخرى جديدة لا يعلم رقمها أحد إلا أهلك، واحذفي برامج التواصل من الجوال تماماً، حتى تقطعي عليه أي خيط يمكنه الوصول إليكِ من خلاله.

إنّ تغلقي صفحة الماضي نهائياً ولا تلتفت إلى كل هذه الأمور، واشغلي نفسك ووقتك بأمور مفيدة، ولتلجئي إلى الله سبحانه وتعالى فهو الأقدر على حمايتك، وخاصة أنك تبت توبة نصوحة ولا نية لك للخطأ.

عدم التعمق مع ذلك الشاب والاستجابة لمطالبه، لأن ذلك سيعزز من سيطرته وهيمنته، كما أنّ الخطأ لا يصحح بالخطأ.

تمالك نفسك، ولا داعي للخوف، ولا تتركي مجالاً لوساوس الخوف من الأهل والأقارب يسيطر عليك، وحاولي التصرف بكل حكمة وصبر.

وأكثري من الدعاء والاستغفار، وكرري قول الباري: (وارزقنا وأنت خير الرازقين)، وادعي بدعاء سيدنا زكريا: (رب لا تذرني فردًا وأنت خير الوارثين)، وكما في الحديث: اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي. رواه أبو داود. وادعي وأنت واثقة من أن الله عز وجل سوف يرزقك بالزوج الصالح، ويُفرح قلبك عاجلاً غير آجل.

وفقك الله للزوج الصالح الذي يحافظ عليك ويسعدك

يمكنك معاودة التواصل معنا إن احتجت لذلك غاليتي.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً