الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاقتي مع والدي ضعيفة، فماذا أفعل؟

السؤال

أنا فتاة عمري ١٦ سنة، مشكلتي هي أن علاقتي بوالدي ضعيفة جدا وسطحية، أحاول أن أقترب من والدي لكن هناك شيء يبعدني عن أبي، أبي مندفع بكلامه، أي أنه يقول كلاما يرى بأنه لا يجرح لكنه يجرح كثيرا، وحصلت بعض المشاكل بينه وبين أمي وكان يقول أمامي كلاما يجرحني عن أمي، وأمي عندما تحزن من أبي تتكلم معي، علاقتي مع أمي جيدة جدا، لا أعرف ماذا أفعل؟

أشعر بالحيرة والتعب النفسي، ويسبب لي هذا الشيء المشاكل مع والدي، أنا أحتاج أن يتقرب لي والدي ويرفع من معنوياتي؛ لأني أشعر أنه بعيد جدا عني، لا أعرف ماذا أفعل! أنا أحب والدي ولا أجلس معه ولا أتحدث معه، أشعر أني طبيعية مع الجميع إلا هو.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فريدة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا وسهلاً بك.

غاليتي فريده، لا ريب فيه أن الفتاة في عمر المراهقة تحتاج للكثير من العواطف والاهتمام والحنان من قبل الوالدين والبيئة المحيطة بها، وأنا أرى أنك فتاة حساسة جداً وتحللين كل ما يحدث، وهذا سوف يؤذي مشاعرك، واعلمي أنه ليس كلُّ ما نريده في هذه الدنيا نحصل عليه، فهناك أمور فُرضت علينا ولن نختارها، ولكنا نملك حُسن التكيف معها، لذا لا بد من قبولها، ومن هذه الأمور: الوالدين، الشكل، والإخوة، وغيرها.

والخلافات والاختلافات بين والديك ليس لك علاقه بها ومن الأخطاء التي يقع فيها معظم الآباء أن مشاكلهم تكون معروضة للنقاش أمام الأبناء دون مراعاة لشعورهم، ومن الواضح أن كلا والديك لا يتقبل طبيعة الآخر رغم أنه من المؤكد أن والديك لديهم لحظات صفاء وهناء وانسجام كثيرة في حياتهم، ولولا ذلك لما استمرت الحياة الزوجية بينهما إلى الآن.

وتأكدي أنّ والدك يحبك ويخاف عليك مثلما تحبك وتخاف عليك أمك، فهو لا يرضى أن يراك مريضة، ولن يقبل أن تكوني حزينة، أو أنّ يظلمك أحد، ولكنه لا يحسن التعبير بالكلام ولعله لا يعرف طريقة أخرى للتعامل معك، وربما لأن والده عامله هكذا.. لعله لا يعرف كيف يعبر عن حبه ومشاعره لك، أو لعل هذا هو أسلوبه بالتعبير عن الحب.

فأنت فتاة واعية ومثقفة، فلا تكرهي والدك، ولا تحملي له حقداً في قلبك والتمسي له الأعذار، فإن لم يظهر لك عذرا فقولي لعل له عذراً لا أعرفه، وحاولي أن تتعرف عليه أكثر واسأليه كيف كانت حياته، حينها قد تفهمي وتتفهمي الأسباب التي جعلته يتعامل معك بهذه الطريقة الجافة كما ذكرت لنا.

وللتخلص من مخزون الحزن والشعور بالوحدة، أنصحك أنّ تجلسي مع والدك في وقت مناسب وأخبريه عن المشكلة التي تعاني منها والتي تتمثل في غياب الحب والاهتمام بينك وبين والدك وانقلي له الأحاسيس والمشاعر التي تنتابك، بمنتهى الصدق والوضوح وقولي له: أنا أقدر وجودك بحياتنا وأقدر ما تفعله لأجلنا، وأنا أحبك كثيراً يا أبي وأحتاج لوجودك... وهكذا، وهذا ليس بالأمر الصعب إذا أردت أن تحسين به.

احرصي على التزام غاية الأدب، ومراعاة قواعد الذوق، وأصول اللياقة في التعامل مع والدك، خاصة وأنت تتحدثين معه وأتمنى أن تكوني قريبة من والدك بارة به كما أنت قريبة وبارة بوالدتك.

خصصي وقتًا لنفسك من أجل تطويرها واكتساب نشاطات ومهارات جديدة، وكوني متفائلة؛ لأن الحزن والهم يشبه الغيمة التي تحجب عنك التفكير والفرح والسعادة التي تليق بفتاة في عمر الزهور مثلك.

أنصحك أنّ لا تجعلي مشاكل والديك أن تكون محور حياتك ويومك، ولا أن تكون سببًا لإحباطك. أشغلي نفسك في وقت الفراغ، واجعليه للجلوس مع صديقات صالحات، واقترحي عليهن المشاركة سويًا في دورات تنمي لديكن مهارات الثقة في النفس وإيجاد حلول لمشاكل الحياة اليومية.

مارسي أي نوع من أنواع الرياضة التي تليق بالفتاة؛ فهي تساعدك على إعادة النشاط والحيوية، والمحافظة على اللياقة البدنية، والوقاية من المشكلات الصحية والنفسية.

الزمي الصلاة والدعاء، واطلبي من العزيز الباري أن يصلح الحال بين والديك، وأن يهديهما الصراط المستقيم، وأن تعم المودة والرحمة والسكينة قلوبهما التي من أجلها شرع الله الزواج.

تمنياتي لك بالتوفيق والتميز.

يمكنك معاودة التواصل معنا إن احتجت لذلك بنيتي فريدة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً