الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت بالوسوسة ولم أستطع السيطرة عليها.. ما نصيحتكم؟

السؤال

أنا طالبة طب أحرص منذ أيام المدرسة أن أحصل على الدرجات كلها بمجهودي، حتى يكون ما بعد ذلك -إن شاء الله- حلالا يرضي الله، لكن العام الماضي في الاختبار كان هناك سؤال غير واضح عليه درجتان، وأشك بين إجابتين، وفي لحظة ضعف مر المراقب، وكان يعرفني شخصيا، وأني متفوقة سألته عن هذا السؤال، وأخبرني بأن إجابتي خاطئة.

وأخبرني ما هي الإجابة الصحيحة، وأنا اخترت الصحيحة بناء على كلامه، علما أنه لو طالب آخر وسأله فلن يخبره الإجابة كما أخبرني، وأظن أنه لولا كلامه كنت اخترت الإجابة الخاطئة، ومنذ ذلك اليوم وأنا في قلق وأرق وندم شديد مما فعلت، وتبت إلى الله، وقرأت أن التوبة تكفي، وإذا اجتهدت في عملي بعد التخرج -إن شاء الله- يكون حلالا.

عندي وسوسة أحاول السيطرة عليها، والآن الشيطان يوسوس لي؛ لأن في كليتي يتم احتساب كل سنوات الجامعة من السنة الأولى إلى الأخيرة، واختيار التخصص بناء على ترتيبي بالمجموع التراكمي على الـ6 سنوات، الآن يوسوس لي الشيطان أني عندما أنتهي وأختار التخصص بناء على مجموعي الكلي، يوجد درجتان ليست من حقي وسآخذ مكان طالب آخر.

مع العلم أن المجموع الكلي يتخطى الـ6000 درجة، ولكن فيها هاتان الدرجتان أخشى أن أختار تخصصا بالدرجتين، وأكون قد أخذت مكان أحد الطلبة، ويصبح ما بعد ذلك حراما، ويوسوس لي الشيطان أنه يجب علي في السنتين الباقيتين في الجامعة أن أتعمد الخطأ في إجابة سؤال أعرف إجابته حتى أنقص هذه الدرجتين؛ لأنها ليست من حقي، ثم أقول إني تبت، ولن أفعل نفس الموقف ثانية، هل تكفي التوبة أم علي نقص درجتين؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نيرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسعد بتواصلك أختي الكريمة مع موقعنا، ونسأل الله أن يصرف عنك كيد الشيطان وشركه، والجواب على ما ذكرت:

- بداية نشكرك على حرصك على أن تكوني متفوقة في دراستك بمجهودك الشخصي، وأنك لا تريدين أن تحصلي على الشهادة بالغش، وهذا علامة على أنك على خير، وأن الله سيوفقك في مستقبلك، فأبشري بخير.

- وأما ما حدث من الغش، فإنك قد أدركت أنك أخطأت وتبت إلى الله تعالى، وهذا كاف، فالله غفور رحيم، ولا ينبغي تذكر الأمر ولا داعي للقلق وأدخليه في طي النسيان، واستمري في دراستك كما كنت عليه.

- ومن جانب آخر الوسواس الذي سيطر عليك ينبغي أن تكون حازمة في الخلاص منه، بكثرة ذكر الله، وأن تكثري من الدعاء بأن يقيك الله شره، وكلما طرأ عليك قولي: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وأكثري من قراءة سورة الناس، وعليك لزاما بقطع التفكير فيما يدعوك إليه، ولا تلقي له اهتماما، ولا تستجبي مطلقا للأوهام التي طرأت في نفسك والتي نشأت بسبب الوسواس.

- وما ذكرت من أمور كلها من الوسواس:
* فالدرجات التي حصلت عليها بسبب الغش الذي تبت منه أصبحت من حقك، ولن تقدري على إلغائها عنك، والمهم أنك في الجملة متفوقة في دراستك، وهاتان الدرجتان ليستا بشيء أمام ما لديك من الدرجات الكثيرة التي تحصلين عليها بدون غش.

* تعمد الخطأ في الدراسة من أجل أن تلغي عن نفسك درجات يمكن أن تحصلي عليها بشكل صحيح أمر غير مقبول، وهذا من تلاعب الشيطان بك حتى يفسد عليك عقلك، ويجعلك في حالة من القلق، ولهذا يجب أن تلغي هذه الفكرة، وتؤكدي في نفسك أن الغش الذي حدث قد تبت منه وقد محي عنك ذلك، والآن ينبغي أن تكون في دراستك مثلما كنت في السابق. وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً