الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قررت التوقف عن المعصية، فهل من طريقة تسرع ذهاب آثارها؟

السؤال

قررت التوقف عن مشاهدة الإباحيات، فقد أثرت عليّ بشكل كبير، وأشعر أنني صرت غبية جدًا، فلا يمكنني الحفظ والاستيعاب والصبر على الدراسة كما في السابق.

لقد قرأت أن ممارسة الرياضة تساعد في التخلص من آثار الإدمان بشكل أسرع، وأريد البدء بممارسة الرياضة، لكن لا أعرف من أين أبدأ، فأنا لست رياضية على الإطلاق.

فما هي التمارين التي تقترحون عليّ البدء بها؟ وهل هناك أشياء أخرى يمكنني فعلها لتسريع ذهاب آثارها؟

كما أن لديّ امتحان بعد 15 يوم، فهل سيتحسن دماغي بشكل جيد في هذه الفترة؟ لا أريد أن أخذل أهلي مجددا بعلامة سيئة أو بالرسوب، فالذنب يأكلني لأنهما داعمان، وليسا قاسيين حيث يقولان لي الامتحان المقبل سيكون أفضل بإذن الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لوسي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم بموقعنا

لقد سرنا أمران جميلان في كلامك:
الأول: أنك قررت التوقف عن المواقع الإباحية.
الثاني: حصول الدعم والمساندة من قبل الوالدين الكريمين.

وقد تفضلت بذكر الآثار السيئة للمواد الإباحية، وأنها أعاقتك عن التحصيل الدراسي، وهذا أمر واقع ومشاهد، بل إن الدراسات والإحصاءات تؤكد أن المواد الإباحية تعمل في دماغ صاحبها ما لا تعمله المخدرات التقليدية، وذلك أن مبدأ الإدمان عموما سواء في المخدرات أو الإباحية تعمل على ذات المبدأ وهو نظام المكافأة في الدماغ، حيث يقوم الدماغ بإفراز الدوبامين عند تناول المخدر أو مشاهدة المادة الإباحية، وفي كل مرة يطلب المزيد من المؤثرات (مواد مخدرة أو إباحية) ليطلق المزيد من الدوبامين.

وبالتالي الشعور بالمزيد من النشوة واللذة، ولكنه لا يستمر على ذلك إلى الأبد، بل يصل لمرحلة معينة يستنزف فيها الدوبامين من الدماغ، ولا يجد ما يفرزه، فيصاب الشخص بالتبلد وعدم الشعور باللذة، ولكنه لا يزال يستمر على التعاطي أو المشاهدة لأنه هذا الأمر تحول عنده إلى سلوك تلقائي وهو ما يسمى بالإدمان.

فإذا توقف عن التعاطي أو المشاهدة أصيب بالهيجان، أو ما يسمى بالأعراض الانسحابية، وهي في إدمان المواد الإباحية كما في إدمان المخدرات أو أشد.

والحل في مثل هذه الحالة هي اللجوء إلى التوقف عن المصدر المزود (فيتوقف عن تعاطي المخدرات أو عن المشاهدة) ويفضل أن يكون هذا تحت إشراف طبي كنوع من المساعدة على عدم الانتكاسة.

ثم بعد ذلك تأتي مرحلة نزع السموم من الجسم Detoxing، وهي واضحة في المخدرات لكن لا يؤبه لها في إدمان الإباحيات، قد تشمل هذه المرحلة العلاج النفسي لمدمن الإباحية وعلاج الصور والأفكار.

يتزامن ذلك مع برنامج حركي يتعلق بالرياضة وحركة الجسم، وهو الذي تفضلت بالسؤال عنه، وليس هناك رياضة مخصصة لإدمان الإباحيات، وإنما يمكن ممارسة أي رياضة يتوفر فيها شغل وقت الفراغ، وحركة الاعضاء، وتحريك الدورة الدموية.

قد تكون ممارسة المشي السريع والمتوسط، كما قد تكون بالحركات السويدية، أو أي حركات أخرى ترتاحين لها.

لا يفوتنا أن نذكرك بأهمية التوبة عن هذا الفعل، وترك المشاهدة يعتبر أحد شروط التوبة وقد قمت بذلك، إضافة لشرط العزم والنية على عدم العودة والندم على الفعل السابق.

وطالما لديك والدان داعمان ومحبان فهذا سيساعدك كثيرا حتى لو تعثرت ببعض المواد الدراسية فلا ينبغي أن تفقدي الأمل وتشعري بالإحباط؛ فهذا من أعظم أسباب الانتكاسة والعودة للإباحية، ولا داعي لربط موضوع النجاح والفشل ب 15 يوما أو أقل أو أكثر، فهذا يعتمد على قوة نيتك وإرادتك، وليس على عدد أيام الإقلاع عن الإباحية.

نسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يهديك سواء السبيل.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً