الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عاد إلي وسواس الطهارة بشكل كبير.. هل أعود للزيروكسات؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا صاحب الاستشارة رقم: (2408609) التي كانت في 2019-05-16.

التزمت وقتها بالجرعة، والحمد لله كان هناك شيء من التحسن، لكن ليس حسب المأمول.

الآن وبعد مرور ما يقارب ثلاث سنوات, أعاني من وسواس قهري كبير، ومتعب لي ولأهلي من حيث الطهارة.

أرجو نصيحتكم، هل أعود لنفس العلاج (الزيروكسات) أم تنصحون بغيره؟

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي: طبعًا الوسواس القهري من طبيعته أنه في حوالي ستين بالمائة (60%) من الناس يُعتبر مرضًا انتكاسيًّا، بمعنى أنه ربما تحدث هفوات أو انتكاسات مرضية إذا لم يُدعم الإنسان نفسه بالعلاجات السلوكية والتي تقوم على مبدأ: تحقير الوسواس، ومقاومته، وتجاهله، هذه - يا أخي - مهمّة جدًّا -.

أنا أرى أنه في هذه المرة يجب أن تستصحب العلاج الدوائي بالعلاج السلوكي، أنت ذكرتَ أنك تُعاني من وساوس الطهارة، لم تفصّل في ذلك كثيرًا، لكن إذا كان الموضوع مثلاً هو الشك في الوضوء أو في الغسل؛ هذا يجب أن تقاومه.

بالنسبة للوضوء مثلاً: يجب أن تُحدد كمية الماء - أخي الكريم - لترا من الماء كاف جدًّا، ولا تتوضأ من الحنفية (الصنبور)، وحين تقوم بأي خطوة من خطوات الوضوء يجب أن تُؤكد على نفسك أنك قد قمت بالفعل، مثلاً: بعد أن تنتهي من البسملة وتغسل يديك ثلاثًا تقول لنفسك (أنا قد قمت بغسل يدي)، ولا تزد عن ثلاثة أبدًا، ثم بعد ذلك المضمضة، ثم الاستنشاق والاستنثار، كل مرة تقوم بالفعل أكد على نفسك، ويجب أن يكون الزمن أيضًا مُحددًا، لا يزيد عن خمس دقائق أبدًا ... وهكذا بالنسبة لبقية أمور الطهارة.

والشك لا يُبطل الوضوء - يا أخي - بالنسبة للموسوس، فأرجو أن تكون حازمًا جدًّا مع نفسك وتلجأ للتطبيقات المعروفة.

بالنسبة للعلاج الدوائي: نعم الدواء سوف يفيدك كثيرًا، وأعتقد أن عقار (فافرين Faverin) والذي يُعرف باسم (فلوفوكسامين Fluvoxamine) ربما يكون أفضل، هنالك الآن الكثير من الأبحاث التي تُشير إلى ذلك.

الـ (زيروكسات Seroxat) دواء جيد، لكن له مشاكل، أنه يُؤدي إلى زيادة في الوزن، كما أنه قد يُؤدي إلى ضعف الرغبة الجنسية لدى الرجال، فيا أخي: أنا أقترح أن تجرب الفافرين، وهو دواء ليس بالجديد، لكنّه فاعل جدًّا في علاج الوساوس.

تبدأ في تناول الفافرين بجرعة خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة عشرة، ثم تجعلها مائة مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم اجعلها مائتين مليجرام، يمكنك أن تتناولها كجرعة واحدة، أو بمعدل مائة مليجرام صباحًا ومائة مليجرام مساءً، تناول هذه الجرعة لمدة شهرين، ثم قيّم نفسك، إذا كان هنالك تحسُّن جيد فاستمر عليها، وقطعًا التحسُّن سوف يأتي -إن شاء الله تعالى- إذا دعمته بالعلاجات السلوكية.

أمَّا إذا لم يحدث تحسُّن فارفع الجرعة إلى مائتين وخمسين مليجرامًا، تناول مائة مليجرام في الصباح، ومائة وخمسين مليجرامًا ليلاً، واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر مثلاً، ثم بعد ذلك اجعلها مائتين مليجرام يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم مائة مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة شهرين، ثم خمسين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناول الدواء.

الفافرين سليم، وغير إدماني، وغير تعودي، ولا يُؤدي إلى زيادة في الوزن، وليس له أي تأثيرات جنسية سلبية.

طبعًا لا زال الزيروكسات من الأدوية المضادة للوساوس، وهو جيد جدًّا، كما أن الـ (بروزاك Prozac)، والـ (سيبرالكس Cipralex) والـ (زولفت Zoloft) كلها أدوية مضادة للوساوس، لكن في هذا النوع من الوساوس قد يكون الفافرين أفضل.

وللفائدة راجع علاج الوساوس في الصلاة والطهارة سلوكيا: (2438243).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً